تواضع لله -جل وعلا-، واعترف بأنك ضعيف، لا تستطيع أن تصل إلى هذه الأمور بجهدك وقدرتك، الإنسان إذا ركب سيارة جديدة رفع أنفه، تكبر على الناس كأنه هو الذي صنعها، الله المستعان، أما تخشى أن تسلب هذه النعمة، أو تكون وبالاً عليك، تكون قبراً لك، ((وإنا إلى ربنا لمنقلبون)) يتذكر المآل إلى الله -جل وعلا-، فإذا تذكر ذلك بعثه هذا إلى العمل على ما يرضي الله -جل وعلا-، ((اللهم إنا نسألك -هنا الدعاء- في سفرنا هذا البر والتقوى)) لأن الأسفار وفيها الانتقال من الروتين على ما يقولوا الناس، وفيه أيضاً الانتقال من بلدٍ إلى آخر، تختلف فيه العادات والتقاليد والأعراف، قد ييسر له أمور لا تتيسر له في بلده، إما مما يرضي الله، أو مما يغضب الله، فالذي يسأل الله -جل وعلا- أن ييسر له ما يعينه على البر والتقوى، ((ومن العمل ما ترضى)) يسر لنا الأعمال التي ترضيك، ومع الأسف أن كثير من شباب المسلمين، وصل الأمر إلى الكهول أحياناً يسافرون الأسفار التي يزاولون فيها المعاصي والمنكرات، هذا خطر عظيم وخلل، نسأل الله السلامة والعافية، ويذكر بعض من يسافر الرحلات الطويلة الدورية يشوف من الناس من هو محافظ في بلده ومجرد ما تقلع الطائرة يتغير وضعه، هل هذا ذاكر لربه شاكر لنعمه؟ نسأل الله السلامة والعافية.