{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {٣٠} حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ {٣١} } [الحج: ٣٠-٣١] قوله: ذلك أن الأمر ذلك، يعني: ما ذكر من أعمال الحج {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ}[الحج: ٣٠] قال الليث: الحرمة ما لا يحل انتهاكه.
وقال الزجاج: الحرمة ما وجب القيام به وحرم التفريط فيه.
وهي في هذه الآية ما نهي عنها، ومنع من الوقوع فيها، وتعظيمها: ترك ملابستها، وكثير من الناس اختاروا في معنى الحرمات ههنا إنها المناسك، لدلالة ما يتصل بها من الآيات، وقال ابن زيد: المراد بالحرمات ههنا البيت الحرم، والبلد الحرام، والشهر الحرام، والمسجد الحرام، والإحرام.
ويدل على هذا قوله:{وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ}[البقرة: ١٩٤] .
وقوله: فهو أي: التعظيم، {خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}[الحج: ٣٠] يعني: في الآخرة، {وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ}[الحج: ٣٠] الإبل والبقر {إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ}[الحج: ٣٠] تحريمه في { [المائدة من الميتة والمنخنقة،] فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ}[سورة الحج: ٣٠] أي: كونوا على جانب منها، فإنها رجس، أي سبب رجس، وهو العذاب أو المأثم.