للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَلِيلا {١٥} قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا {١٦} } [الفتح: ١٥-١٦] سيقول المخلفون يعني: هؤلاء، إذا انطلقتم سرتم، وذهبتم أيها المؤمنون، {إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا} [الفتح: ١٥] يعني: غنائم خيبر، وذلك أنهم لما انصرفوا من الحديبية بالصلح، وعدهم الله فتح خيبر، وخص بغنائمها من شهد الحديبية، فلما انطلقوا إليها، قال هؤلاء المخلفون: ذرونا نتبعكم قال الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} [الفتح: ١٥] وقرئ كلم الله وهو جمع قلة، قال ابن عباس: يريدون مواعيد الله لأهل الحديبية بغنيمة خيبر خاصة.

وقال مقاتل: يعني: أمر الله لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألا يسير معه منهم أحد.

{قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ} [الفتح: ١٥] أي: قال الله بالحديبية قبل خيبر مرجعنا إليكم، إن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية، {فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا} [الفتح: ١٥] يمنعكم الحسد أن نصيب معكم الغنائم، فقال الله: {بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ} [الفتح: ١٥] لا يعلمون عن الله ما لهم، وما عليهم من الدين، إلا قليلًا يسيرًا منهم، وهو من صدق الله والرسول، ولم ينافق.

{قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} [الفتح: ١٦] أكثر المفسرين: على أن هؤلاء بنو حنيفة أتباع مسيلمة، وقال رافع بن خديج: كنا نقرأ هذه الآية، ولا نعلم من هم، فلما دعا أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، إلى قتال بني حنيفة، فعلمنا أنهم هم.

وقال ابن جريج: سيدعوكم عمر، رضي الله عنه، إلى قتال فارس.

{تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} [الفتح: ١٦] أو يكون منهم الإسلام، فإن تطيعوا أبا بكر، وعمر رضي الله عنهما، {يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا} [الفتح: ١٦] يعني: الجنة، وإن تتولوا تعرضوا عن طاعتهما، {كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ} [الفتح: ١٦] أعرضتم عن طاعة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسير إلى الحديبية، يعذبكم في الآخرة، عذابًا أليمًا والآية تدل على خلافة الشيخين رضي الله عنهما لأن الله تعالى وعد على طاعتهما الجنة، وعلى مخالفتهما العذاب الأليم.

<<  <  ج: ص:  >  >>