وقوله:{قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}[الأعراف: ١٤٣] قال الزجاج: المعنى: أرني نفسك أنظر إليك أني قد سمعت كلامك، فإني أحب أن أراك.
ولو كانت الرؤية لا تصح في وصف الله، ما سأل موسى ذلك لأنه كان أعلم بالله من أن يسأل ما يستحيل في وصفه، وفي قوله: لن تراني دليل على جواز الرؤية لأنه لو كان مستحيل الرؤية لقال: لا أرى.
قال ابن عباس في رواية عطاء: لن تراني في الدنيا.
قال مقاتل: لما قال موسى: {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}[الأعراف: ١٤٣] قال له ربه: لن تراني، ولكن اجعل بيني وبينك ما هو أقوى منك، وهو الجبل، {فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ}[الأعراف: ١٤٣] أي: سكن وثبت فسوف تراني، وإن لم يستقر مكانه فإنك لا تطيق رؤيتي، {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ}[الأعراف: ١٤٣] أي: ظهر وبان للجبل قال الكلبي: هو أعظم جبل بمدين يقال له: زبير، جعله دكا أي: مدقوقا، يقال: دككت الشيء أدكه دكا إذا دققته.