{وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا}[الأعراف: ١٤٩] وعلموا أنهم قد ابتلوا بمعصية الله، {قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا}[الأعراف: ١٤٩] الآية: وهذا الندم والاستغفار إنما كان بعد رجوع موسى إليهم.
أي: أغضبني، ومنه قوله:{فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}[الزخرف: ٥٥] ، وقال السدي، والكلبي: الأسف: الحزين، قال موسى لقومه:{بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي}[الأعراف: ١٥٠] يقال: خلفه بما يكره إذا عمل خلفه ذلك العمل، قال ابن عباس: يريد اتخاذهم العجل وكفرهم بالله.
وقوله:{أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ}[الأعراف: ١٥٠] قال ابن عباس: يعني: ميعاد ربكم، فلم تصبروا له.
ونحو هذا قال الحسن: وعد ربكم الذي وعدتم من الأربعين ليلة.
وقال الكلبي: أعجلتم بعبادة العجل قبل أن يأتيكم أمر من ربكم.
وألقى الألواح: التي فيها التوراة.
روى ابن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:«ليس الخبر كالمعاينة، إن الله قد أخبر موسى أن قومه قد ضلوا، فلم يكسر الألواح، فلما عاين ذلك كسر الألواح» .
وقوله:{وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ}[الأعراف: ١٥٠] قال الكلبي: بذؤابة أخيه وشعره بيده اليمنى ولحيته باليسرى، لأنه توهم أنه عصى الله بمقامه فيما بينهم وتركه اللحوق به، فقال له هارون: يا ابن أم أراد: أمي، فحذف الياء، وأبقى الكسرة دليلا على المحذوف كما قالوا: يا غلام أقبل.