للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢ ـ (تلسي رامائن) نقل هذا الكتاب من السنسكرتية إلى الهندية قبل أربعمائة سنة - في ظل الدولة الإسلامية في عهد جلال الدين أكبر ١ فانتشر في جميع المقاطعة الهندية وتوجه الناس إليه أكثر من بالميكي فأخذ مقاما عظيما في قلوبهم.

أما من الناحية التاريخية فقد عده بعض المحققين من الكتب المكذوبة حتى قال غاندي: "أفلا تنظرون إلى (تلسى) كيف استهزأ بالنساء وحقرهن ومدح (بليشن) الذي خان أخاه الشقيق وأرشد (راما) إلى فتح وطنه وجعله بمثابة الإله الذي ظلم زوجته" هندود هرم ص٣٣.

وكذلك أن (تلسى) يحقر المنبوذين٢ (الطبقة الرابعة تسمى بـ شودر) ومهد الطريق إلى ضربهم بدون أي ذنب.

أما النقطة المهمة فهي: ما مقام راما في بالميكي رامائن وتلسى رامائن؟

فالأمر الذي لا غبار عليه هو أن تلسى جعل راما في مقام الإله نزل بصورة البشر لإنقاذ الناس من ظلم الملك (راون) (ملك سيلان) وهذا أمر جلي لا خفاء فيه يعرفه كل من له أدنى مسكة من علم بالديانة الهندوسية، والاختلاف هو في بالميكي رامائن لأنه أول تصنيف في حياة رامائن بل هو


١ - أخو الملك راون الظالم الذي انتصر عليه راما انتصارا عظيما سيأتي بعض تفصيله في باب الشخصيات الكبرى إن شاء الله.
-٢عددهم في الهند مائة وعشرون مليونا يعني ضعف المسلمين، هذه الطبقة المظلومة فيها تجاذب شديد بين الإسلام والمسيحية والبوذية فكل فرقة تدعوها إلى دينها ولكن أكثر ميلانها إلى الديانة البوذية لسبب خاص أريد ان أذكره لأن فيه عبرة للمسلمين.
قبل ثلاثين سنة ترأس عليهم الدكتور (أمباوكر) - أحد واضعي قانون الجمهورية الهندية - فتوجه إلى دراسة الديانات ليخرج الطبقة الراعية من ظلم الهندوس وعدوانهم فبعد بحث وتحقيق تأثر بالإسلام أكثر من غيره وأعلن في الصحف الهندية أنه لا يوجد دين أفضل من الإسلام على وجه الأرض، ولكن المسلمين فرقوا هذا الدين إلى فرق كثيرة يكفر بعضهم بعضا فلا فائدة لنا بالدخول في الإسلام لأننا نبقى كما كنا كافرين، فأمر أصحابه أن يدخلوا في الديانة البوذية جريدة (زيندار) سنة ١٩٣٦.
أوردنا هذا النص ليتفكر ويتدبر كل من له أدنى معرفة بأحوال المسلمين ليرى كيف أن بعض المسلمين يصدون عن سبيل الله ويمنعون الناس عن الدخول في الإسلام.
فندعوا أصحاب الفكر والرأي إلى أن يعتبروا هذه النقطة الحساسة ويغيروا سلوكهم ومناهجهم ويفتحوا صدورهم لكل من توجه إليهم بكل مودة ورحمة ويعللوا التنافر فيما بينهم من المسائل الخلافية الفرعية التي لا توافق عقيدة الإسلام وما يدريكم لعل الله يريد بالمسلمين خيرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>