للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الثّاني

كتاب الاعتقاب

تمهيد: التّعاقب وما ألّف فيه

التّعاقب في اللّغة بمعنى التّتابع، وهو مصدر قولك تعاقب اللّيل والنّهار؛ أي: أتى أحدهما عقب الآخر١.

ويراد به في الاصطلاح: اللّفظان المتّفقان في المعنى المرويّان بوجهين بينهما اختلاف في حرف واحد، كقضم وخضم، وجاسَ وحاسَ، ونَبَأَ ونَتَأَ، ويُسمّى أيضاً "الاعتقاب" ٢.

وهو الّذي اشتهر عند علماء اللّغة بمصطلح "الإبدال اللّغويّ" وهو يختلف عن "الإبدال الصّرفيّ" فهو - أي: الإبدال اللغويّ – شائع وغير لازم ويقع في أكثر الحروف، وجمعها بعضهم في قوله: لِجَدٍّ صَرْفُ شَكِس آمنٍ طيَّ ثوب عزتِه٣. وقيل إنه يقع في حروف الهجاء جميعاً ٤، بخلاف الإبدال الصّرفيّ، فهو شائع لازم، ويقع فيه التّبادل بين حروف مخصوصة لعلّة تصريفيّة، وحروفه مجموعة في قولك: طويت دائماً٥، ويزيدها بعضهم ويجمعها في قوله: أُجُدٌ طُوِيَتْ منهلا٦، أو أنجدته يوم طال٧.


١ ينظر: شرح الشافية للرضى ٣/١٩٩.
٢ ينظر: المفصل ٣٦٠، وشرح المفصل ١٠/٧.
٣ ينظر: التسهيل ٣٠٠.
٤ ينظر: الأمالي للقالي ٢/١٨٦، والمزهر ١/٤٧٤، وظاهرة الإبدال اللغوي ٦٠.
٥ ينظر: التسهيل ٣٠٠.
٦ ينظر: الممتع ١/٣١٩.
٧ ينظر: التتمة في التصريف ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>