حالها. ومن هذا قول خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتقري الضيف وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق. فهذه الأمور كان يفعلها محبة لها خُلق على ذلك وفُطر عليه، فعلمت أن النفوس المطبوعة على محبة الأمور المحمودة وفعلها لا يوقعها الله فيما يضاد ذلك من الأمور المذمومة، لما قال لها: قد خشيتُ على نفسي. قالت: كلا والله لا يخزيك الله أبدًا.. الحديث وهو في الصحيحين.
وقد تنازع الناس في النبوة: هل هي مجرد إنباء الله لعبده، أو هي راجعة إلى صفات كمال فيه؟ كما تنازعوا في النبوة: هل هي مجرَّد تعلق خطاب الشارع، أو هي راجعة إلى صفات يتميز بها، ولا بد من خطاب إلهي أو إنباء؟ ولهذا كانت النبوة أجزاءً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جُزءًا من النبوة - رواه أهل السنن، فهذا في العمل. وقال في العلم: الرؤيا الصالحة جزءٌ من ستة وأربعين جزءًا من النبوة. وقال: ثلاث من أخلاق المرسلين ...