للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو هشام: حدثنا وكيع: سمعت سفيان يقول: ليس الزهد بأكل الغليظ، ولبس الخشن، ولكنه قصر الأمل، وارتقاب الموت.

يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول: المال داء هذه الأمة، والعالم طبيب هذه الأمة فإذا جر العالم الداء إلى نفسه فمتى يبرئ الناس? وعن سفيان قال: ما نعلم شيئًا أفضل من طلب العلم بنية.

الخريبي: عن سفيان قال: احذر سخط الله في ثلاث: احذر أن تقصر فيما أمرك، واحذر أن يراك، وأنت لا ترضى بما قسم لك، وأن تطلب شيئًا من الدنيا فلا تجده أن تسخط على ربك.

قال خالد بن نزار الأيلي: قال سفيان: الزهد زهدان: زهد فريضة، وزهد نافلة. فالفرض: أن تدع الفخر، والكبر، والعلو، والرياء، والسمعة، والتزين للناس.، وأما زهد النافلة: فأن تدع ما أعطاك الله من الحلال فإذا تركت شيئًا من ذلك صار فريضة عليك إلَّا تتركه إلَّا لله.

وقيل: إن عبد الصمد عم المنصور دخل على سفيان يعوده فحول، وجهه إلى الحائط، ولم يرد السلام فقال عبد الصمد: يا سيف أظن أبا عبد الله نائمًا. قال: أحسب ذلك أصلحك الله فقال سفيان: لا تكذب لست بنائم. فقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله لك حاجة? قال: نعم ثلاث حوائج: لا تعود إلي ثانية، ولا تشهد جنازتي، ولا تترحم علي فخجل عبد الصمد، وقام فلما خرج قال:، والله لقد هممت أن لا أخرج إلَّا، ورأسه معه.

قال يوسف بن أسباط: قال سفيان: زينوا العلم والحديث بأنفسكم، ولا تتزينوا به.

قال محمد بن سعد: طلب سفيان فخرج إلى مكة فنفذ المهدي إلى محمد بن إبراهيم، وهو على مكة في طلبه فأعلم سفيان بذلك، وقال له محمد: إن كنت تريد إتيان القوم فأظهر حتى أبعث بك إليهم، وإلا فتوار. قال: فتوارى سفيان، وطلبه محمد، وأمر مناديًا فنادى بمكة: من جاء بسفيان فله كذا، وكذا. فلم يزل متواريًا بمكة لا يظهر لأهل العلم، ومن لا يخافه.

وعن أبي شهاب الحناط، قال: بعثت أخت سفيان بجراب معي إلى سفيان، وهو بمكة فيه كعك، وخشكنان، فقدمت، فسألت عنه، فقيل لي: ربما قعد عند الكعبة مما يلي الحناطين. فأتيته فوجدته مستلقيًا فسلمت عليه فلم يسائلني تلك المساءلة، ولم يسلم علي كما كنت

<<  <  ج: ص:  >  >>