قال الربيع بن سليمان: سئل الشافعي ﵀ عن مسألة فأعجب بنفسه فأنشأ يقول:
إذا المشكلات تصدينني … كشفت حقائقها بالنظر
ولست بإمعة في الرجال … أسائل هذا وذا ما الخبر
ولكنني مدره الأصغرين … فتاح خير وفراج شر
وروى عن هارون بن سعيد الأيلي قال: لو أن الشافعي ناظر على أن هذا العمود الحجر خشب لغلب لاقتداره على المناظرة.
قال الزعفراني: قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين فأقام عندنا سنتين، وخرج إلى مكة ثم قدم سنة ثمان وتسعين فأقام عندنا أشهرًا، وخرج -يعني: إلى مصر.
قلت: قد قدم بغداد سنة بضع وثمانين ومائة وأجازه الرشيد بمال ولازم محمد بن الحسن مدة، ولم يلق أبا يوسف القاضي مات قبل قدوم الشافعي.
قال المزني: لما وافى الشافعي مصر قلت في نفسي: إن كان أحد يخرج ما في ضميري من أمر التوحيد، فهو تقدمت هذه الحكاية وهذه الرواية سماع زكريا الساجي من المزني.
قال: فكلمته فغضب وقال: أتدري أين أنت؟ هذا الموضع الذي غرق فيه فرعون أبلغك أن رسول الله ﷺ أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت: لا قال: فهل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا.
قال الحسن بن رشيق الحافظ: حدثنا فقير بن موسى بن فقير الأسواني، حدثنا أبو حنيفة قحزم بن عبد الله الأسواني حدثنا الشافعي، حدثنا أبو حنيفة بن سماك بن الفضل الخولاني الشهابي حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري عن أبي شريح الكعبي: أن رسول الله ﷺ قال يوم الفتح: "من قتل له قتيل فهو بخير النظرين إن أحب العقل أخذ، وإن أحب فله القود"(١). رواه: الدارقطني عن ابن رشيق.
(١) صحيح: أخرجه أحمد "٤/ ٣٢"، "٦/ ٣٨٥"، وأبو داود "٤٥٠٤"، والترمذي "١٤٠٦"، والبيهقي في "السنن" "٥/ ٥٢"، والمعرفة "١/ ٣٩، ٤٠" من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح الكعبي، به، وأخرجه الشافعي "٢/ ١٠٠"، والبخاري "١١٢"، "٦٨٨٠"، ومسلم "١٣٥٥" "٤٤٨"، والدارقطني "٣/ ٩٧ - ٩٨"، وأبو عوانة "٤/ ٤٢"، والبيهقي "٨/ ٥٢" من طرق عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة قال: حدثني أبو هريرة، به مرفوعا.