للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يصده ذلك عن دينه" (٢٥٩) فأيسنا منه.

وقال لست أبالي بالحبس ما هو ومنزلي إلا واحد ولا قتلاً بالسيف إنما أخاف فتنة السوط فسمعه بعض أهل الحبس فقال لا عليك يا أبا عبد الله فما هو إلا سوطان ثم لا تدري أين يقع الباقي فكانه سري عنه.

قال وحدثني من أثق به عن محمد بن إبراهيم بن مصعب وهو يومئذ صاحب شرطة المعتصم خلافة لأخيه إسحاق بن إبراهيم قال ما رأيت أحداً لم يداخل السلطان ولا خالط الملوك كان أثبت قلباً من أحمد يومئذ ما نحن في عينه إلا كأمثال الذباب.

وحدثني بعض أصحابنا عن أبي عبد الرحمن الشافعي أو هو حدثني أنهم أنفذوه إلى أحمد في محبسه ليكلمه في معنى التقية فلعله يجيب قال فصرت إليه أكلمه حتى إذا أكثرت وهو لا يجيبني ثم قال لي ما قولك اليوم في سجدتي السهو؟ وإنما أرسلوه إلى أحمد للإلف الذي كان بينه وبين أحمد أيام لزومهم الشافعي فإن أبا عبد الرحمن كان يومئذ ممن يتقشف ويلبس الصوف وكان أحفظ أصحاب الشافعي للحديث من قبل إن يتبطن بمذاهبه المذمومة ثم لم يحدث أبو عبد الله بعد ما أنبأتك أنه حدثني في أول خلافة الواثق ثم قطعه إلى إن مات إلا ما كان في زمن المتوكل.

قال صالح بن أحمد حمل أبي ومحمد بن نوح من بغداد مقيدين فصرنا معهما إلى الأنبار فسأل أبو بكر الأحول أبي يا أبا عبد الله إن عرضت على السيف تجيب؟ قال لا ثم سيرا فسمعت أبي يقول صرنا إلى الرحبة ورحلنا منها في جوف الليل فعرض لنا رجل فقال أيكم أحمد بن حنبل؟ فقيل له هذا فقال للجمال على رسلك ثم قال يا هذا ما عليك إن تقتل ها هنا وتدخل الجنة؟ ثم قال أستودعك الله ومضى فسألت عنه فقيل لي هذا رجل من العرب من ربيعة يعمل الشعر في البادية يقال له جابر بن عامر يذكر بخير.

أحمد بن أبي الحواري حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال قال أحمد بن حنبل ما


(٢٥٩) صحيح: أخرجه أحمد (٥/ ١٠٩ و ١١٠)، والبخاري (٣٨٥٢)، وأبو داود (٢٦٤٩) من طريق قيس ابن أبي حازم عن خباب بن الأرت قال: أتينا رسول الله ﷺ وهو مُتوسِّدٌ بُردَةٌ في ظلُ الكعبة. فشكونا إليه فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ فجلس محْمَرًا وَجْهُهُ فقال: "قد كان من قبلكم يُؤخذُ الرجل فيُحفرُ له في الأرض ثم يُؤتى بالمنشار فيجعل على رأسه فيجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه، ويُمْشَطُ بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعَصَب ما يصرفه ذلك عن دينه، والله ليُتمَّنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحَضْرمَوتَ ما يخاف إلَّا الله -تعالى- والذئب على غنمه، ولكنكم تَعْجَلُونَ".

<<  <  ج: ص:  >  >>