للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمداً في ذم أهل المدينة على باب الرشيد. بمعنى ما مضى في أسانيدنا (١) دون ذكر الموعظة وما بعدها.

وقد روى في أخبار دخول الشافعي على الرشيد: أنه دعا عند دخوله عليه بدعاء سأله (٢) عنه الفضل بن الربيع، فعلمه إيّاه وهو أنه قرأ أولا (٣):

{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ (٤)} ثم قال: وأنا أشهد بما شهد الله به (٥)، واستودع الله هذه الشهادة، وهذه الشهادة وديعة لي عند الله يؤديها اليّ يوم القيامة، اللهم اني أعوز بنور قُدْسِكَ وعظمة طهارتك، وبركة جلالك، من كل آفة وعاهة، ومن طوارق الليل والنهار - وفي بعض الروايات: طارق الجن والإنس - إلا طارقاً يطرق بخير، اللهم أنت غِيَاثِي فَبِكَ أغُوث - وفي بعض الروايات: بك أستغيث - وأنت مَلاَذِي، فبك (٦) أَلُوذُ، وأنت عِيَاذِي فَبِكَ أعوذ، يا من ذلَّت له رقاب الجبابرة، وخضعت له أعناق الفراعنة، أعوذ بك من خِزْيك، ومن كشف سترك، ومن نسيان ذكرك، والإنصراف عن شكرك، أنا في حرزك - وقال بعضهم: في كَنِفكَ وكلاءتك (٧) - في ليلي ونهاري، ونومي وقراري، وظَعْنِي (٨) وأسفاري، وحياتي ومماتي. ذِكْرُكَ شِعَارِي، وثناؤك دثَارِي، لا إله إلا أنت، سبحانك


(١) في ا: «ما دون».
(٢) في ا: «سألت»
(٣) في ا: «أنه قال».
(٤) سورة آل عمران: ١٨.
(٥) في ا: «ما شهدوا به».
(٦) في ا: «بك».
(٧) في هامش ا: «كلاءتك أي حفظك».
(٨) في هامش ا: «ظعني أي سيرى».