للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو مريض: يا بني، إن الغلمان جُفَاة: يأتي القومُ ليسلِّموا عليَّ فيقولون: ليس عليه إذْنٌ، ولا يعلمون علّتي، فإنْ خفَّ عليك أن تجلس في الغرفة التي على السّلّم، فإذا جاء القوم نزلتَ إليهم فأخبرتَهم بعلّتي. وكان يُثْقَبُ له الفِرَاش والسّدّة، والطّست تحتها. فكان إذا جاء القوم نزلتُ إليهم فأخبرتهم فيذهبون (١) متوجِّعين، فإذا صعدت إليه يقول: من جاء اليوم؟ فأقول: فلان وفلان. فيقول: جزاك الله عني خيراَ يا ربيع، ما صنعتُ بك شيئا، ولكن الله لئن عشت فعلت بك، رحمه الله.

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثني أبو تراب النّوقاني قال: حدثنا محمد بن المنذر قال:

حدثنا محمد بن عبد الحكم قال: (٢) كان الشافعي قد مرض من هذا النَّاسُور مرضاً شديداً حتى ساء خلُقه، فسمعته يقول: إني لآتي الخطأ وأنا أعرفه.

قلت: قد قيل: أراد به ترك (٣) الحمية وتناول ما لا يصلحه. وقيل: أراد به فيما كان يتحفظه قبل ذلك من مكارم الأخلاق.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن محمد بن إدريس - قال: حدثنا أبي قال:

حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: ما رأيت أحداً لقى من (٤) السقم ما لقى


(١) في ح: «فذهبوا».
(٢) توالي التأسيس ٨٣.
(٣) في ا: «في ترك».
(٤) في ا: «في السقم».