٢٩٧٤ -[١] قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: كُنْتُ بِدِمَشْقَ فَجِيءَ بِسَبْعِينَ رأساً من رؤوس الْحَرُورِيَّةِ فَنُصِبَتْ فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَجَعَلَ يُهْرِيقَ عَبْرَتَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: مَا يَصْنَعُ إِبْلِيسُ بِأَهْلِ الْإِسْلَامِ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا غَالِبٍ إِنَّكَ بِبَلَدٍ، أَهْوِيَتُهُ كَثِيرَةٌ، وَمَهُولَاتُهُ كَثِيرٌ، قُلْتُ أَجَلْ، قَالَ: أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْهُمْ ... قُلْتُ: وَلِمَ تُهْرِيقُ عَبْرَتَكَ؟ قَالَ: رَحْمَةً لَهُمْ، إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ قَالَ: تَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: اقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} ، قَالَ: كَانَ هَؤُلَاءِ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ، فَزِيغَ بِهِمْ، ثُمَّ قَرَأَ {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ} قُلْتُ: أَهُمْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ / اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَفَرَّقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ، إِلَّا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ فَقَالَ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي: يا ألا أُمَامَةَ، أَمَا تَرَى السَّوَادَ الْأَعْظَمَ مَا يَصْنَعُونَ، قَالَ: " عَلَيْهِمْ " مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ خَيْرٌ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَالْفُرْقَةِ، يَقْضُونَ لَنَا ثُمَّ يَقْتُلُونَنَا، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا الْحَدِيثُ حَدَّثْتَ بِهِ شَيْئًا أَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ تَقُولُهُ عَنْ رَأْيِكَ قَالَ:
⦗٤٩٥⦘ إِنِّي إِذًا لَجَرِئٌ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى قَالُوا سَبْعًا.
[٢] وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ السُّلَيْكِ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْبَصْرَةِ زَمَنَ عَبْدِ الملك، فجيء برؤوس الْخَوَارِجِ فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ.
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَأَحْمَدُ بِاخْتِصَارٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute