للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَاذَانَ قَالَا: بَيْنَا النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه إِذْ وَافَقُوا مِنْهُ طِيبَ نَفْسٍ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: عَنْ أَيِّ أَصْحَابِي؟ قَالُوا: أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: كُلُّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابِي فَأَيُّهُمْ تُرِيدُونَ؟ . قَالُوا: النَّفْرُ الَّذِي رَأَيْنَاكَ تَلَطِّفْهُمْ بِذِكْرِكَ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ دُونَ الْقَوْمِ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَيُّهُمْ؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ: عَلِمَ السُّنَّةَ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، وَكَفَى بِهِ عِلْمًا.

ثُمَّ خَتَمَ بِهِ عِنْدَهُ فَلَمْ يَدْرُوا على مَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ: كفى بِهِ عِلْمًا. كَفَى بِعَبْدِ اللَّهِ أَمْ كَفَى بِالْقُرْآنِ؟ .

⦗٢٦٠⦘ قَالُوا: فَحُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: عَلِمَ أَوْ عُلِّمَ أَسْمَاءَ الْمُنَافِقِينَ، وَسَأَلَ عَنِ الْمُعْضِلَاتِ حَتَّى عَقَلَ عَنْهَا، فَإِنْ سَأَلْتُمُوهُ عَنْهَا تجدونه بِهَا عَالِمًا.

قَالُوا: فَأَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: وِعَاءٌ مُلِئَ عِلْمًا وَكَانَ رَضِيَ الله عَنْه شَحِيحًا حَرِيصًا، شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ، حَرِيصًا عَلَى الْعِلْمِ، وَكَانَ يُكْثِرُ السؤال فيعطى ويم ع، أَمَّا إِنَّهُ قَدْ مُلِئَ لَهُ فِي وِعَائِهِ حَتَّى امْتَلَأَ.

⦗٢٦١⦘ قَالُوا: فَسَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: امْرُؤٌ مِنَّا وَإِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، مَنْ لَكُمْ بِمِثْلِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ، عَلِمَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَأَدْرَكَ الْعِلْمَ الْآخِرَ وَقَرَأَ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ وَالْكِتَابَ الْآخِرَ وَكَانَ رَضِيَ الله عَنْه بَحْرًا لَا يَنْزِفُ.

قَالُوا: فَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: ذَاكَ امْرُؤٌ خلط الله تعالى الْإِيمَانَ بحلمه وَدَمِهِ وَعَظْمِهِ وَشَعْرِهِ وَبَشَرِهِ لَا يُفَارِقُ الْحَقَّ سَاعَةً، حَيْثُ زَالَ زَالَ مَعَهُ، لَا يَنْبَغِي لِلنَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْهُ شَيْئًا.

قَالُوا: فَحَدِّثْنَا عَنْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.

قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: مَهْلًا نَهَى اللَّهُ عَنِ التَّزْكِيَةِ.

قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ: فإن الله تعالى يَقُولُ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكِ فَحَدِّثْ (١١) } ؟ . قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ بنعمة ربي تبارك وتعالى، كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ أُعْطِيتُ وَإِذَا سَكَتُّ ابتديت، وَبَيْنَ الْجَوَارِحِ مِنِّي مُلِئَ عِلْمًا جَمًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>