للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخليق أيضاً بالمساعدات العسكرية التي يقصد منها صد عدوان المعتدين وإقامة الحق والعدل أن تكون وجهاً من الوجوه الإنسانية المشرقة , ولكنها حينما تكون وسيلة للتسلط , أو تكون مصحوبة بشروط تمس كرامة الأمة , أو سيادتها , أو عقائدها أو أخلاقها , أو كيانها المتماسك القوي , أو تكون مقيدة بقيود تحجزها عن الحركة الفعلية في صد العدوان أو استرداد الحق المغصوب , فإنها لا بد أن تسفر عن وجه من الوجوه المتجهمة المتوحشة المفترسة , التي تتصنع لفريستها , فتلبس أمامها وجهاً مستعاراً تأنس به وتميل إليه , وذلك لتتمكن من تحقيق أهدافها دون أن تثير حذر فريستها , وتلجئها إلى المخابئ.

وهكذا تتنوع الوجوه المستعارة التي تخفي وراءها وجوهاً مختلفة شتى , يلاحظ أهل البصر النافذ فيه وجوه الثعالب , والذئاب , والضباع , والثعابين , والتماسيح , والفهود , والنمور وغير ذلك من وحوش البر والبحر.

أما الموقف الحزين فهو موقف الإنسانية الكريمة , التي تقف ذليلة مهينة متألمة تنظر شطر السماء , وتتحرق خجلاً من انتساب هذه الوحوش الضارية إلى سلالتها البشرية.

[الوسيلة الثانية الخداع السياسي]

مراقبو الأحداث يشاهدون كم نكبت البلاد الإسلامية بحيلٍ مختلفة من حيل الخداع السياسي الذي مهره الغزاة الطامعون الغربيون والشرقيون مهارة فائقة.

وعناصر الخداع السياسي ترجع إلى مجموعة من الرذائل الخلقية , كالكذب والنفاق والرياء والخيانة ونقض العهد وعدم الوفاء بالوعد ونحو ذلك.

وتاريخ المآسي التي اكتوى المسلمون بنارها على أيدي الأعداء الغزاة والطامعين مشحون بأمثلة الخداع السياسي , ومنها الأمثلة التالية:

أ - الخديعة التي وقعت الأمة العربية في فخها على أيدي الاستعماريين خلال الربع الأول من القرن العشرين للميلاد , فأدت إلى قصم ظهر الوحدة

<<  <   >  >>