للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والانحياز عنه من ذات الشمال يوقع بالإفراط في التعلق بالأسباب وإهمال المقادير الربانية، وهذا انفصال عن عنصر أساسي من عناصر العقيدة الإسلامية من نتائجه الوهن والتخاذل والجبن والقلق والتسخط والندم، والانحياز عنه من ذات اليمين يوقع بالتفريط بما أوجب الله الأخذ به، من كل سبب من شأنه الإيصال إلى الغاية المطلوبة وفق سنن الله في كونه، ومن نتائجه الاستكانة والتواني وترك العمل، وإيثار البطالة والكسل، وما ينجم عنها من مصائب ونكبات وآلام وضعف وذل، وبها يستشري الفساد في الأرض، ويظهر الكفر ويعلو الباطل، ويتسلط أعداء الله والحق.

[(٤) محاولات الغزاة إلغاء ركن الجهاد في سبيل الله]

من أركان الدعوة إلى الله ونشر الإسلام وحماية المسلمين

استمرت جيوش الاحتلال الاستعماري في البلاد الإسلامية تنام على أشواك القلق والاضطراب والفزع، من مباغتة المقاومة التي يقوم بها المجاهدون المسلمون، وفي طليعة هذه الجيوش جيوش الاستعمار الإنكليزي والفرنسي، ثم جيوش الاستعمار الإيطالي والبرتغالي، والهولندي، وغيرها.

وبحثوا عن سر هذه المقاومة العنيدة المستمرة، والفداء الذي لم ينقطع فوجدوا أن من واجبات الإسلام لنشره وصيانته وحماية المسلمين وبلادهم من أي تسلط غير إسلامي، واجب الجهاد في سبيل الله بالقتال عند توافر أسبابه، الذي يغذيه في قلب المسلم إيمانه الراسخ بما أعد الله للمجاهدين في سبيله من أجر عظيم عنده، فهو إن لم يظفر في الدنيا بالنصر، ظفر في الآخرة برضوان الله والجنة.

ولذلك وجه الاستعماريون والمبشرون والمستشرقون واليهود وسائر أعداء الإسلام جهوداً عظيمة في خطة متعددة الشُّعَب، لغزو هذا الركن العملي الخطير

<<  <   >  >>