والسلام، وقد تجلى هذا اليسر بعد تقدم وسائل المعرفة والتقنية في هذا العصر، وبعدما عرف الإنسان دقيق تركيبه، ومكونات جمسه، وشاهد الخلايا البشرية بالمجاهر العملاقة، وعرف مكوناتها ووظائفها، وقدرًا كبيرًا من أسرارها، وتوصل بعلومه إلى معرفة مكونات جميع الأغذية والأشربة، وكيف يستفيد منها الجسم والكائن الحي، كما عرف الأخطار الناجمة من كثرة الإسراف في تناولها وغير ذلك مما أثبتناه في هذا البحث.
وهذه هي الأدلة العلمية القاطعة والبراهين الواضحة، على يسر الصيام الإسلامي وسهولته.
ففي خلال المرحلة الأولى من الامتناع عن الطعام (مرحلة ما بعد الامتصاص) : تنشط جميع آليات الاستقلاب، فتتسارع عملية تحلل الجليوكوجين إلى جلوكوز، وتنشط آلية استقلاب الدهون، فتتحلل إلى أحماض دهنية وجليسرول، ثم تتأكسد الأحماض الدهنية، في دائرة حمض الستريك لإنتاج الطاقة، ويدخل الجيسرول في دائرة تصنيع جلوكوز جديد، كما تنشط أيضًا آلية استقلاب فتستهلك الأحماض الأمينية في عملية تصنيع الجلوكوز الجديد أيضاً وينتج الكبد (٢٠٠جم) في اليوم منه، وذلك لحفظ معدل تركيز الجلوكوز في الدم، في مستوى ثابت لإمداد الأنسجة التي تعتمد على التغذية به، من الطاقة اللازمة لها، وتنشط عملية تحلل الجليوكوجين إلى جلوكوز بمعدل أكبر في الساعات الأولى من هذا الصيام، وأما عملية تحلل الدهون وأكسدتها، مع عملية تحول الأحماض الأمينية إلى جلوكوز، فتحدثان بمعدلات أكبر في نهاية هذه الفترة (١) .
وأهم أحداث هذه المرحلة -والتي يقع فيها الصيام الإسلامي- هي:
١- الجلوكوز هو الوقود الوحيد للمخ.
٢- لا تتأكسد الدهون بالقدر الذي يولد أجسامًا كيتونية زائدة بالدم.
٣- لا يستهلك البروتين في إنتاج الطاقة، بالقدر الذي يحدث خللاً في