مكان وحاصرهم حصارا شديدا فقتلوا منهم أمما لا يحصى عددهم إلا الله تعالى.
وهكذا رأت جيوش التتار الهزيمة المنكرة ولأول مرة في تاريخها الطويل وحروبها المدمرة، حين وقف في وجهها أمثال الإمام العظيم ابن تيمية؛ والواقع أن ابن تيمية لم ينقذ الشام أو مصر فحسب من شرور هؤلاء، ولكن أنقذ العرب والإنسانية بكاملها حيث كانوا مخاف الشرق والغرب.
وقد كانت غاراتهم أشبه بهزات عنيفة تغير وجه الأرض.
يقول جيبون المؤرخ الغربي في تصوير هول الغارات التي يشنونها:"إن بعض سكان السويد قد سمعوا عن طريق روسيا نبأ ذلك الطوفان المغولي فلم يستطيعوا أن يخرجوا كعادتهم إلى الصيد في سواحل أنجلترا خوفا من المغول"١.
هذه لمحات خاطفة عن هذا الإمام الجليل والقائد العظيم الذي أنقذ به العالم الإسلامي كله بل والغرب كله كما رأينا من نص جيبون ولا يسع المجال لسرد كل ما قيل في هذا الباب:
هذا هو ابن تيمية الذي آمن بوعد ربه والحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه:{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} ، وهو القائل عز شأنه:{وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} .
هذا هو ابن تيمية الذي لا زال في كثير من الأوساط العلمية مظلوما مبغوضا لا يعرف له قدره ولا جهاده العظيم المتواصل، وإني أسأل الله أن يهيء لهذه الأمة في فترتها العصيبة من أمثال ابن تيمية لينقذوا العالم الإسلامي الذي وقع تحت أيدي الصهيونية والشيوعية الملحدة والصليبية الحاقدة واليهودية المجرمة من بلاد الإسلام والمسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا.