للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مفاجئ نتيجة اندماج ذرات الهيدروجين، إذا ما كانت في حالة تنشيط تحت ظروف معينة، ينتج عن هذا الاندماج تولد حرارة لا يعلم قدرها إلا الله، فإذا قضت إرادة الله العظيم بتحطيم جزيء الماء في المحيطات، والبحار إلى ذرات أكسجين وهيدروجين، ثم بتنشيط ذرات الهيدروجين لتتحد، وتعطي غاز الهيليوم، فحينئذ يصير اشتعال المحيطات والبحار لتصبح نارًا مضرمة.

{وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} [الانفطار: ٣] .

{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير: ٦] .

ومن الاحتمالات أيضًا ما هو مبني على معرفة العلماء بزيادة حرارة سطح الأرض كلما توغلنا في العمق، فالزيادة في الحرارة تبلغ ٣٠ درجة مئوية لكل كيلو متر من العمق، وعلى عمق ٣.٥ كيلو متر تكون درجة الحرارة مساوية لدرجة غليان الماء، وعلى عمق يزيد عن ٥٠ كيلو متر تزيد درجات الحرارة عن درجات انصهار مختلف الصخور، وهناك حاليًا توازن ما بين زيادة الضغوط مع زيادة الحرارة يمنع تحول الصخور في أعماق باطن الأرض إلى الحالة البخارية ولكنه توازن موقوت، فإذا أراد الله فأمر فاختل هذا التوازن الواقع على باطن الأرض، لبرز باطن الأرض وأخرجت الأرض أثقالها من هذا الباطن:

{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} [الكهف: ٤٧] .

{وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} [الزلزلة: ٢] .

كل هذه الاحتمالات التي يتقدم بها العلم البشري، ما هي في الواقع إلا اجتهادات تأتي حسب ما يشاء الله من إحاطة عباده بشيء من علمه سبحانه، ولا يجب أن تؤخذ على أنها تفسير لتلك الآيات الكونية التي ذكرناها، فإن الاحتمالات تتغير وتتبدل مع الإحاطة بالمزيد من العلم، أما حقيقة حكم الله في ملكوته حينما يأتي أمر الساعة فعلمها عند ربي:

{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: ٣٤] .

<<  <   >  >>