للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والصواب، وماذا فيها من خلل أو زلل نتيجة العجز عن إدراك سِرَّ العربية، وامتلاك ذوقها (٣)، والعجز عن استكناه سِرَّ التراث، واستلهام روحه الرباني الإلهي.

بل ماذا فيها من خلل أو زلل، نتيجة للأحكام المُسَبَّقَةِ، والمواقف غير المحايدة، بل العدائية التي تدعو إلى تعمَّد التشويه والتحريف (٤).

وعند ذلك تفرَّغ الأمَّة من هذه القضية ويصدر الحكم فيها بالأدلة الدامغة، والحقائق الثابتة، فننتهي منها، ومن اللجاجة حولها، ونفرغ لما سواها.

نموذج:

وقد حاولت إجراء نموذج مُصَغَّرٍِ لهذه الدراسة، لا يشمل عمل المُسْتَشْرِقِينَ كُلَّهُ - كما نرجو - وإنما شمل شريحة، أو قدراً لا بأس به من أعمالهم، ويتمثَّلُ هذا القدر في مجموعتين، من مجموعات المخطوطات المطبوعة:

الأولى: " معجم المخطوطات المطبوعة " (المجلدات الثلاثة الأولى) وهو من عمل الدكتور صلاح الدين المنجد (٥).


(٣) كتب شيخ المُسْتَشْرِقِينَ الروسي، وأقدرهم بإطلاق (كراتشوفسكي) في يناير سنة ١٩٠٩ م وهو في بيروت إلى شقيقته، يقول لها: «إنَّ اللغة العربية تزداد صعوبة، كلما ازداد المرءُ دراسة لها» (راجع المقدمة التي كتبتها زوجته لكتابه " مع المخطوطات العربية " - ترجمة الدكتور محمد منير مرسي). وما باللغة العربية من صعوبة! وكيف تزداد صعوبة مع الأيام كلما ازداد دراسة لها؟ إنَّ الصعوبة في إدراك سِرَّ اللغة العربية وامتلاك ذوقها، هذا هو الذي يعزُّ على المستشرق وأمثاله الذين لم ينشؤوا نشأة عربية، ولم يأخذوا اللغة العربية مأخذ الذين يتعرَّبُون من المسلمين، فيُشربون حُبَّهَا وذوقها في قلوبهم.
(٤) نعني بذلك ما قد يكون من قُصُورٍ في قراءة النصوص التراثية التي نشروها، أو في تعليقاتهم عليها أو في المُقَدِّمات والدراسات التي يلحقوناه بها.
(٥) طبع دار الكتاب الجديد. بيروت (طبعة ثانية) الجزء الأول ١٣٩٨ هـ - ١٩٧٨ م، الجزء الثاني ١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م، والجزء الثالث ١٩٨٣ م. وعلمتُ أنَّ جزءًا رابعاً لكن لم نستطع الوصول إليها للآن.

<<  <   >  >>