وأقول: هذه مسألة شرعية مردها إلى الشرع ونصوصه، لكن لو قال لنا شخص: بدعة محمودة، نقول: صادمت قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((كل بدعة ضلالة)) لكن لو قال لنا: الله -جل وعلا- يقول:{كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} [(٣٣) سورة المرسلات] وقال واحد: والله عمري كله ما رأيت جمل أصفر، يعني مثل هذا اللون، أليس هذا هو اللون الأصفر؟ إذن والله أنا عمري كله ما رأيت جمل أصفر، نقول: صادمت النص؟ لا، نقول: حقيقتك العرفية التي تتحدث عنها غير الحقيقة الشرعية؛ لأن الحقائق قد تتعارض، لكن ما يترتب على تعارضها اختلاف في الحكم، لكن كل بدعة ضلالة وبدعة محمودة قلب للحقائق، قلب لحكم من أعظم الأحكام الشرعية، لأن التعبد لله -جل وعلا- بما لا يشرعه ضلال، وحقيقة الإيمان بالله -جل وعلا-، والإيمان برسوله -عليه الصلاة والسلام- ألا يعبد الله إلا بما شرع، فكيف نتعبد بما لم يشرعه الله -جل وعلا- في كتابه وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام-؟.
قل مثل هذا في اختلاف الحقائق اللغوية مع الشرعية، أو الشرعية مع العرفية، أو الشرعية مع الشرعية؛ لأن قد تتعد الحقيقة الشرعية، لو جاء واحد ثم رفع يديه ودعا، ثم قال فلان: دخل المسجد وصلى، وقال واحد: أبداً ما صلى، هذا يقصد الحقيقة اللغوية، وهذا النافي يقصد الحقيقة الشرعية، الحقيقة الشرعية قد توجد الصورة، صورة الحقيقة الشرعية وقريب منها لكن لتخلف شرط من شروطها، تنفى عنها الحقيقة الشرعية، وإن كانت الصورة موجودة.