للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن الديان هذا ترجمه الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة فقال: "يوسف بن عبد السيد بن المهذب إسحاق بن يحيى الإسرائيلي، كان يهودياً فأسلم مع أبيه سنة إحدى وسبعمائة، وقد سمع مع أبيه ومحمد بن عبد المؤمن الصوري، وحدث عنه، وكان ماهراً في الطب، قليل الانطراح على الدنيا، إذا حصل كفايته في أول النهار توجه إلى النزاهة -يعني في حال يهوديته يستريح ويتعبد بما يظنه صواباً، وإن كان خطأ محرفاً، لكن جُبل على هذا- يقول: كان ماهراً في الطب قليل الانطراح على الدنيا، إذا حصل كفايته في أول النهار توجه إلى النزاهة لا يخل بذلك - ولعل هذا ازداد بعد إسلامه، بحيث يزاول الطب في أول النهار، ثم بعد ذلك يتجه إلى العبادة- مات في شهر رمضان سنة سبع وخمسين وسبعمائة.

ومن هذا نأخذ دروس، نقول: إذا كان هذا يهودي، ويسمع الحديث لأن الحديث كلام من لا ينطق عن الهوى، محبب إلى النفوس، فكيف بالقرآن الذي هو كلام الله -جل وعلا-؟! كلام الله -جل وعلا- الذي من كان يقرؤه كأنما يخاطب الرحمن، يخاطب الله -جل وعلا-، لكن علينا أن نقرأ القرآن على الوجه المأمور به، نتدبر ونرتل ونتفهم ونراجع كلام أهل العلم لنفهم، ونستفيد من القرآن الفائدة المرجوة.

في ترجمة هذا لفتة، وهي أن كثيراً من الأطباء وهم كغيرهم ممن يزاول أمور الدنيا من وجوه الكسب، تجده إذا زاد دخله زاد تعبه وعمله، فإذا كان طبيب عادي تجده عمله أقل ممن فوقه، أقل من استشاري، لماذا؟ لأن الدخل أقل، فلا يغري بأن الإنسان ينهمك في هذا العمل ويكثر منه، لكن إذا ارتفع شأنه صار استشاري وقصد من جميع الناس تجد عمله كله مشغول بهذا الأمر، فلا يصرف لما يصلح قلبه شيئاً من وقته.