وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وقولهم النقد عند الحافرة لما يباع نقدا وأصله فى الفرس إذا بيع فيقال لا يزول حافره أو ينقد ثمنه. والحفر تأكل الأسنان وقد حفر فوه حفرا وأحفر المهر للأثناء والأرباع.
(حفظ) : الحفظ يقال تارة لهيئة النفس التي بها يثبت ما يؤدى إليه الفهم وتارة لضبط فى النفس ويضاده النسيان وتارة لاستعمال تلك القوة فيقال حفظت كذا حفظا ثم يستعمل فى كل تفقد وتعهد ورعاية، قال اللَّه تعالى: وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ- حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ- وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ- وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ كناية عن العفة حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ أي يحفظن عهد الأزواج عند غيبتهم بسبب أن اللَّه تعالى يحفظهن أن يطلع عليهن وقرىء بِما حَفِظَ اللَّهُ بالنصب أي بسبب رعايتهن حق اللَّه تعالى لا لرياء وتصنع منهن، فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً أي حافظا كقوله: وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ- وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ- فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وقرىء:(حفظا) أي حفظه خير من حفظ غيره. وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ أي حافظ لأعمالهم فيكون حفيظ بمعنى حافظ نحو: اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ أو معناه محفوظ لا يضيع كقوله تعالى: عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى والحفاظ المحافظة وهى أن يحفظ كل واحد الآخر، وقوله عز وجل: وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ فيه تنبيه أنهم يحفظون الصلاة بمراعاة أوقاتها ومراعاة أركانها والقيام بها فى غاية ما يكون من الطوق وأن الصلاة تحفظهم الحفظ الذي نبه عليه فى قوله: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ، والتحفظ قيل هو قلة العقل، وحقيقته إنما هو تكلف الحفظ لضعف القوة الحافظة ولما كانت تلك القوة من أسباب العقل توسعوا فى تفسيرها كما ترى. والحفيظة الغضب الذي تحمل عليه المحافظة ثم استعمل فى الغضب المجرد فقيل أحفظنى فلان أي أغضبنى.
(حفى) : الإحفاء فى السؤال التنزع فى الإلحاح فى المطالبة أو فى البحث عن تعرف الحال وعلى الوجه الأول يقال أحفيت السؤال وأحفيت فلانا فى السؤال قال اللَّه تعالى: إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وأصل ذلك من أحفيت الدابة جعلتها حافيا أي منسجح الحافر، والبعير جعلته منسجح الخف من المشي حتى يرق وقد حفى حفا وحفوة ومنه أحفيت الشارب أخذته أخذا