للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى عَتَبَةِ حُجْرةِ عائشة، وظن أنهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه حتى إذا دخلَ على زينب فإذا هم جلوسٌ لم يقوموا، فرجعَ ورجعتُ معه، حتى إذا بلغ عتبة حجرة عائشة وظن أنهم قد خرجوا، فرجع ورجعت معه، فإذا هم قد خرجوا فَضُرِبَ بيني وبينه السترُ وأُنزل الحِجابُ. أخرجاه في "الصحيحين" (١).

وفيه: فلم أر رسول الله أولم على امرأة من نسائه ما أوْلَم على زينب، فإنه ذبح شاة وأطعم خبزًا ولحمًا (٢).

* * *

وفي هذه السنة كانت غزاة الخندق (٣) - وهي غزاة الأحزاب - في شوال، وقيل: في ذي القعدة.

وسبب هذه الغَزاةِ: أن رسولَ الله لما أجْلى بني النضير عن ديارهم، خرج سلَّامُ بن أبي الحُقَيْق، وحُيَيَّ بن أخْطَب، وكِنانةُ بن الربيع، في نفر من اليهود، فقَدِموا مكة ودَعَوْا قريشًا إلى حربِ رسولِ الله ، وقالوا: نحن معكم حتى نستَأْصِلَ شأن هذا الرجل. فقالت لهم قريشٌ: أَنتم أصحاب كتابٍ وعلمٍ، أَدينُنا خيرٌ أم دينُ محمَّد؟ فقالوا: دينُكم، وأنتم أَوْلى بالحق منه، فَسَرَّ قُرَيْشًا ذلك، ونَشِطوا لحرب رسول الله ، واتفقوا معهم على ذلك، وأرسل أبو سفيان إلى القبائل، فجاؤوا إليه من كل وجه، وجَمعَ الأَحابيشَ، وانضمت إليه أَسَد وغَطَفان وغيرُهم، فعقدوا اللواء في دار الندوة، وحمله عثمان بن أبي طلحة، وساروا في عشرة آلاف، ومعهم ثلاث مئة فرس، وألفَا بعيرٍ، وقيل: وخمس مئة، وأربعة آلاف دارع، ووافاهم عُيَيْنَةُ بنُ حِصْنٍ في أُلوفٍ من غَطَفانَ وفَزارةَ.

ولما نزل أبو سفيان مَرَّ الظهران، وافته سُلَيْمٌ في سبع مئة رجل عليهم سفيان بن عبد شمس السُّلَمي أبو أبي الأعور الذي كان مع معاوية بِصِفِّين، وكان سفيان حليفًا لأبي


(١) أخرجه البخاري (٥١٦٦)، ومسلم (١٤٢٨) (٩٣).
(٢) أخرجه البخاري (٥١٧١)، ومسلم (١٤٢٨) (٩٠).
(٣) انظر "السيرة" ٢/ ٢١٤، و"المغازي" ٢/ ٤٤٠، و"الطبقات الكبرى" ٢/ ٦٢، و"أنساب الأشراف" ١/ ٤٠٩، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٥٦٤، و"دلائل النبوة" ٣/ ٣٩٢، و"المنتظم" ٣/ ٢٢٧، و"البداية والنهاية" ٤/ ٩٢.