للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أحمد بإسناده عن أبي بكرةَ قال: سمعتُ رسولَ الله يقول: "مَن أكرَمَ سلطانَ الله في الأرض، أكرَمَه الله يومَ القيامةِ، ومَن أهانَ سُلطانَ الله في الدنيا، أَهانَه الله يومَ القيامةِ" (١).

وقيل للحسن البصري: ألا تقاتل الحَجاج؟ فقال: الحَجاج نقمة وسخط وعذاب من الله، والعذاب لا يقاتل بالسيف بل بالدعاء.

قوله : "التاجرُ ينتظِرُ الرزقَ، والمُحتَكِرُ ينتظرُ اللَّعنةَ" ذكر في كتاب "الموضوعات" طرفًا منه فقال: فيه عن العبادلة، وعن ابن عمر وحده، وعن أبي هريرة، وأنس، قال:

وأما حديث العبادلة - وهم عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر [وعبد الله بن عباس] وعبد الله بن الزبير - قالوا: قال رسول الله : "القاصُّ ينتظرُ المقتَ والمستمعُ ينتظرُ الرحمةَ، والتاجرُ ينتظرُ الرزقَ، والمحتكرُ ينتظرُ اللعنةَ، والنائحةُ ومَن حولَها من امرأةٍ مستمعةٍ عليهم لعنةُ الله والملائكةِ والناسِ أَجمعين".

وأما حديث ابن عمر، فله طريقان، في طريق عن النبي قال: "مَن احتَكَرَ طعامًا أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ الله منه"، والطريق الثاني: " [مَن احتَكَر] طعامًا بَرِئ الله منه".

وأما حديثُ أبي هريرةَ: فقال عن رسول الله : "يُحشَرُ الحكَّارونَ وقتلةُ النفسِ في جهنَّمَ في درجةٍ واحدةٍ".

وأما حديث أنس: عن رسول الله : "مَن حَبسَ طعامًا أربعينَ ليلةً، ثم أخرجَه فطحَنَه وخبَزَه وتصدَّق به، لم يَقبل الله منه شيئًا".

ثم قال جدي: هذه الأحاديث كلها لا تصح، وقد ضعفه (٢).

وقد وقَّت الاحتكار بأربعين ليلة.

قال [أحمد] بإسناده عن ابن عمر عن النبي : "مَن احتكَرَ طعامًا أربعينَ ليلةً،


(١) أحمد في "مسنده" (٢٠٤٣٣).
(٢) "الموضوعات" ٢/ ١٥١ - ١٥٢ وما بين معكوفات منه، وقد تكلم ابن الجوزي على كل حديث وطرقه، فلعل مختصر المرآة حذف كل هذا وبقيت هذه الكلمة التي ندت عنه.