للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه روايات أبي مِخنف (١).

وأما الواقدي فإنه قال: حدثني سُويد بن عبد العزيز، عن ثابت، عن القاسم بن أبي عبد الرحمن: أن عمرو بن العاص خرج في أربعة آلاف، فيهم معاوية بن حُدَيج، وأبو الأعور السُّلَمي، فالتقوا بالمُسَنَّاة، فاقتتلوا قتالا شديدًا، ثم أقبل كِنانة بن بِشر بن عتاب التُّجِيبي فقاتل، وانهزم محمد بن أبي بكر فاختبأ عند جَبَلة بن مَسْروق، فدُلَّ عليه معاوية بن حُدَيج، فأحاط به، وخرج محمد فقاتل حتَّى قُتل.

قال الواقدي: وكانت وقعة المسنّاة في صفر سنة ثمان وثلاثين (٢).

قال الواقدي: وإنما وَلّى علي الأشتر بعد مقتل محمد بن أبي بكر، والأول أشهر.

وذكر أبو سعيد بن يونس: أن معاوية بن حُدَيْج بعث إلى المدينة بمَولى له يُقال له: سليم؛ يُبَشّر بقَتْل محمد، ومعه قميص محمد، فدخل به دار عثمان، واجتمع إليه من آل عثمان نساء ورجال، وأظهروا السُّرور بمَقتله، وأمرت أمّ حبيبة بنت أبي سفيان بكَبْش فشُوي، ثم بعثت به إلى عائشة فقالت: هكذا شُوي أخوك، فلم تأكل عائشة شِواء حتَّى لَقيتْ الله تعالى.

قلت: وقد روى لنا هذه الواقعة غيرُ واحدٍ عن أبي الفضل محمد بن ناصر، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مَنْده، عن أبيه عن أبي سعيد بن يونس الحافظ، عن أسامة بن أحمد التُّجيبي بإسناده، عن يزيد بن أبي حَبيب، وذكر القصة فقال: بعث مُعاوية بن حُدَيج إلى المدينة بمَولى يُقال له: سليم، وذكره (٣).

واختلفوا في مقتل محمد بن أبي حُذيفة، فقال الواقدي: قُتِل في سنة ست وثلاثين، وقال هشام بن محمد الكلبي: إنما قُتل بعد مقتل محمد بن أبي بكر، ودخول عمرو بن العاص إلى الفُسطاط (٤)، وقد ذكرنا ذلك فيما تَقَدَّم.

ذكر وصول الخبر إلى أمير المومنين بمقتل محمد بن أبي بكر الصديق:


(١) تاريخ الطبري ٥/ ٩٧ - ١٠٥، والمنتظم ٥/ ١٥٠ - ١٥١.
(٢) تاريخ الطبري ٥/ ١٠٥.
(٣) المنتظم ٥/ ١٥١ - ١٥٢.
(٤) تاريخ الطبري ٥/ ١٠٥ - ١٠٦.