للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خليج. ثم أمر به فحُبس، وقال: إنما أحبسُك لما فعلت بآل المهلب من الحبس والتضييق (١).

ولمَّا ظهر يزيد على البصرة هربَ رؤساؤها من قيس وتميم ومالك بن المندْر، فلحقوا بالكوفة بعبد الحميد بن عبد الرحمن.

وهرب الحواريُّ بنُ زياد العَتَكي إلى الشام يريدُ يزيدَ بن عبد الملك، فلقيَ في طريقه خالدَ بنَ عبد الله القسري وعمر بن يزيد الحَكَميّ ومعهما حُميد بن عبد الملك بن المهلّب قد أقبلوا من عند يزيد بأمان بني المهلَّب وبكلِّ ما يريد يزيدُ بنُ المهلَّب. فقال: ارجعا أيُّها الرجلان، فقد غلبَ يزيدُ على البصرة، وقتل فلانًا وفلانًا، وحبس عديًّا. فرجَعا بحُميد إلى الشام، فقال لهما حميد: أنشُدُكما اللهَ فينا، وإن هذا عدوّنا هو وقومُه، قيما على ما أنتما عليه، فإن يزيد لا يخالفُكُما. فلم يلتفتا إليه.

وكان بالكوفة خالد بن يزيد بن المهلب، فوثب عليه عبد الحميد فأوثقه، وأوثقا حُميدًا، وبعثوا بهما إلى الشام، فحبسهما يزيد بن عبد الملك، فهلكا في الحبس بالطاعون. وقيل: إنهما قُتلا (٢).

وكان القُطاميّ الشاعر؛ واسمه الحُصين، وهو أبو الشَّرْقيّ بن قُطَاميّ، وليس هذا بالقُطامي المشهور؛ ذاك اسمُه عُمير بن شُيَيْم (٣)، واسم الشَّرقيّ هذا الوليد (٤) = كان مُقيمًا بالكوفة، فلما غلبَ يزيد على البصرة قال القُطاميّ:

لعلَّ عيني أنْ تَرَى يزيدا … يقودُ جيشًا جَحْفلًا رَشِيدًا (٥)

تَسمحُ للأرضِ به وَئيدا … لا بَرَمًا هِدًّا ولا حَسُودَا

ولا جَبَانًا في الوَغَى رِعْدِيدا … ترى ذَوي التاج له سجودَا


(١) ينظر "تاريخ" الطبري ٦/ ٥٨٢ - ٥٨٣.
(٢) ينظر "أنساب الأشراف" ٧/ ٢٥٩ - ٢٦٠، و "تاريخ الطبري" ٦/ ٥٨٣ - ٥٨٤.
(٣) ينظر "الشعر والشعراء" ٢/ ٧٢٣، و "معجم الشعراء" ص ٤٧.
(٤) هو عالم بالأدب والنسب، ينظر "تاريخ بغداد" ١٠/ ٣٨٢، و "ميزان الاعتدال" ٢/ ٢٤٨ - ٢٤٩ (شرقي)، و "الوافي بالوفيات" ١٦/ ١٣٢.
(٥) في "تاريخ" الطبري ٦/ ٥٨٥: شديدًا.