للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمر أن لا يسخَّن ماؤه الَّذي يتوضأ به في مطبخ العامة (١).

[وقال ابن سعد: حدثنا أحمد بن أبي إسحاق، عن حمَّاد بن زيد قال: حدثني موسى بن أعين -راعٍ كان لمحمد بن عيينة- قال: كنَّا نرعى الشاة بكِرْمان في خلافة عمر بن عبد العزيز، فكانت الشاءُ والذئاب والوحش ترعى في موضع وأحد، فبينما نحن ذات ليلة، إذ عرض الذئب لشاة، فقلنا. ما نرى الرجل الصالح إلا قد هلك. قال حمَّاد: فنظروا، فإذا عمر قد مات في تلك الليلة] (٢).

وقال محمد بن عمر: بعث عمر بن عبد العزيز إلى المدينة عشرة آلاف دينار، وأمر ابنَ حزم أن يقسمها في بني هاشم ويسوِّيَ بين الصغير والكبير، والذكر والأنثى، فأنكر ذلك زيد بن الحسن، وقال: يسوِّي بين الكبير والصغير! وأغلظ لعمر، فقال له أبو بكر: لا تبلغ هذه المقالة عنك أمير المؤمنين فيغضبه ذلك، وهو حَسَنُ الرأي فيكم. فقال زيد: أسألك بالله إلا أخبرتَه بذلك. فكتب أبو بكر إلى عُمر يخبره بالمقالة، فلم يؤاخذه عمر رحمة الله عليه.

وكتبت إليه فاطمة بنت الحسين تشكرُ له ما صنع، وقالت: يا أمير المؤمنين، لقد أخدمتَ من لم يكن له خادم، واكتسى من كان عاريًا -وكان قد أصابَ كلُّ واحد خمسين دينارًا- فسُرَّ عمر بذلك، فكتب إليها يذكر فضل بيتها وفضلها، ويذكر ما أوجبَ الله لهم عليه وعلى الناس من الحقِّ، وبعث إليها بخمس مئة دينار، وأعطى رسولَها عشرة دنانير (٣).

وقدم رجل من الأنصار على عمر بن عبد العزيز فقال: يا أمير المؤمنين، أنا فلان بن فلان، قُتل جدِّي يوم بدر، وأبي يومَ أُحُد. وجعل يذكر مناقب آبائه، فنظر عمر إلى عَنْبَسة بن سعيد وهو إلى جنبه وقال: هذه واللهِ المناقب، لا مناقبكم، مَسْكِن ودَير الجماجم! وأنشد:


(١) طبقات ابن سعد ٧/ ٣٧٤.
(٢) المصدر السابق ٧/ ٣٧٦. وهذا الخبر (وهو بين حاصرتين) من (ص).
(٣) طبقات ابن سعد ٧/ ٣٧٨ - ٣٧٩، ونُسب الخبر في (ص) إليه.