للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمُّ عمار بنتُ عمر أختُ عبد الله لأمّه وأبيه.

وكان عبد الله شجاعًا حازمًا، وليَ العراقين ليزيد بن الوليد بن عبد الملك سنة ستٍّ وعشرين ومئة، فلما مات يزيد بن الوليد أراد أهلُ العراق أن يبايعوه بالخلافة، فأبى، فلما وليَ مروان اختفى عبد الله بواسط، فلما قدم عُمر بنُ هبيرة العراق قيَّده وبعثَ به إلى مروان بن محمَّد.

ويسمى عبدَ الله بنَ الأبَرّ، وهو الذي قال: مررتُ براهبٍ في الجزيرة في صومعة، لم ينزل منها منذ زمن طويل، وكان قد قرأ الكتب، فنزل إليَّ وقال: لم أنزل إلى غيرك، وإنما نزلتُ إليك لحقِّ أبيك، إنَّا نجده في كتُبِنا من أئمَّة العدل بمنزلة رجب من الأشهر الحرم (١).

وأمَّا عبدُ العزيز بن عمر؛ فكنيتُه أبو محمَّد لأمِّ ولد، وسنذكرُه سنة تسع وأربعين ومئة.

وأما عاصم بن عمر فقتله الخوارج في سنة سبع وعشرين ومئة (٢).

وأما يزيد بن عُمر فحدَّثَ عن أَبيه، وأبي سَلَمة، وكنيتُه أبو عَمرو (٣).

وأما آمنة (٤) بنت عمر؛ فإن عمر مرَّ بها يومًا فدعاها، فلم تجبه، فأرسل إليها: ما منعك أن تُجيبي؟ فقالت: أنا عريانة. فقال عمر: يَا مُزاحم، انظر إلى تلك الفُرُش التي فتقناها، فاقطع لها منه قميصًا. وبلغ عمَّتَها أمَّ البنين، فأرسلت إليها بتختٍ من ثياب، وقالت: لا تطلبي من أخي شيئًا.

وتزوَّج آمنةَ سفيان بن عاصم بن عبد العزيز، وكان ابنَ عمِّها، فحكى بعض أهل المدينة قال. إنِّي لواقفٌ بالعقيق وقد جاء الحاجّ؛ إذ طلعت امرأةٌ أعجَبَنا حالُها، فلما حاذت قصورَ سفيان بن عاصم بن عبد العزيز؛ عدلَتْ إليها، فدخلَتْ القصور، فمكثَتْ


(١) حلية الأولياء ٥/ ٢٥٥، وتاريخ دمشق ٥٤/ ١٥٦ - ١٥٧ (طبعة مجمع دمشق).
(٢) ينظر "أنساب الأشراف" ٧/ ٥٩٦، و"تاريخ" الطبري ٧/ ٣١٧.
(٣) ينظر "تاريخ دمشق" ١٨/ ٣٤٩ (مصورة دار البشير) وفيه: حدث عن أَبيه عن أبي سلمة، وقيل: عن أبي سلمة. ولم أقف على كنيته.
(٤) قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (تراجم النساء) ص ٤٤: ويقال: أمينة.