للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: قَرَّبني ربِّي إليه، [وأدناني،] وتوَّجني بهذا التاج، وألبسني نعلين من ذهب، ثم قال: يا أحمد، هذا [تاج الوقار] توَّجتُك به لقولك: القرآن كلامي [مُنَزَّل] غيرُ مخلوق، يا أحمد، ادعوني بالكلمات التي كنت تدعوني بهنّ [في الدنيا]، فقلت: يا ربّ، بقدرتكَ على كلّ شيء، لا تسألني عن شيء، وهبْ لي كلَّ شيء، فقال: قد فعلت.

وحكى الخطيبُ عن رجلٍ أنَّه رأى على كل قبر قنديلًا فقال: ما هذا؟ فقيل له: أما علمت أنه نُوِّرَ لأهلِ القبور قبورُهم بنزول هذا الرجل [بين ظهرانيهم] (١)، وقد كان فيهم من يعذَّب فرُحِم.

[وحكى الخطيب أيضًا عن بُنْدَار قال:] (٢) رأيتُ عبد الرحمن بن مهدي (٣) [في المنام]، فقلتُ: ما فعلَ اللهُ بك؟ فقال: غفر لي، وفي كمِّه شيء، فقلت: أي شيء [الذي] في كمِّك؟ فقال: قُدِم بروحِ أحمد بن حنبل (٤)، فأمرَ الله جبريل أن ينثرَ عليها الدر والجوهر (٥) والزبرجد، وهذا نصيبي منه.

[قال الخطيب: ويشبه أن يكون بُنْدار رأى هذا المنام عند موت أحمد بن حنبل.

قلت: وبينَّا أن موت عبد الرحمن بن مهدي تقدم على موت أحمد بن حنبل لأن ابن مهدي مات في سنة ثمان وتسعين ومئة، وقد ذكرناه.

وروى ابن عساكر عن أحمد بن محمد الكندي قال:] رأيت أحمد [بن حنبل] في المنام فقلت: ما فعلَ الله بك؟ فقال: غَفَر لي، وقال لي: يا أحمد، ضُربتَ فيَّ، قلت:


(١) في (خ) و (ف): بينهم. والمثبت من (ب). وأخرجه ابن عساكر في تاريخه ٢/ ١٦٠ من طريق الخطيب البغدادي.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب)، وفي (خ) و (ف): وقال: بندار.
(٣) كذا في (خ) و (ف) و (ب). وهو خطأ، ونص الخبر -كما في تاريخ بغداد ١٠/ ٢٨٠ ترجمة سلامة بن سليمان: قال بندار: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: صف لي الثوري، قال: فوصفه لي، فسألت الله أن يرينيه في منامي، فلما أن مات عبد الرحمن رأيته في الصورة التي وصفها لي عبد الرحمن …
فالذي رآه بندار في منامه هو سفيان الثوري لا عبد الرحمن بن مهدي. والله أعلم.
(٤) في (ب) -وما سلف بين حاصرتين منها-: لما قدم أحمد بن حنبل تزوج. وهو تحريف.
(٥) بعدها في (خ): واللؤلؤ.