لم يبق للناظر المنصف في أمره ... إلا التعجب والتسبيح بالكلم
سبحان من اظهر الضياء منبثقا ... من نوره النور بالاحسان والكرم
طابت سريرته وطابت صورته ... وهابت هيبته في الكافر الّلئم
فجاوز القدر قدر الفهم في البشر ... كما اصطفاه حبيبا بارىء النسم
وعدله نصب عينيه كما قد رأت ... أراه ربه عين العدل بالحكم
قال أن احكم بما أراك هذا له ... منهاج حق قويم قام للأمم
وعفوه كان مثل ديمة تنزل ... للعادي والبادي والخفض والاطم
عفا عن المجرمين عند فتح وقد ... أتى باخوان يوسف من الكرم
غفلته لم تكن في لحظة اليقظة ... وفي منامه قلب الروح لم ينم
فوائد جمة لأمة سعدت ... بنور إيمانهم لم تك في الامم
فالحق بعثه إتمام المكارم من ... كل النبيين والرسل أولي همم
فرحم الله سعدا قال في شرحه ... بما تبين من معنى لمفتهم
أخلاق حضرته معجزة فوق ما ... يرى لغيره من خوارق العالم
فان معجزة من طينة البشر ... أعجب من خارق من خارج النسم
وقد حباه الاله معجزات أتت ... عند التحدّي لاعلائه في الأمم
من سجدة الشجر في طلب الكافر ... وقد أتته على ساق بلا قدم
والشق للقمر في طلب الفاجر ... فصار قسمين في العين بلا كتم
وعاد ملتئما كما بدا سالما ... والناس في غفلة من واجب الذمم
ومن كراماته قبول دعواته ... في الرفع والدفع عما كان من ألم
وسبحة للحصاة من حيث يسمعها ... من جالس السيد الموصوف بالكرم
وانفجار الماء بين أصابعه ... كفاية لوضوء صاحب الشيم
تكثير أطعمة قلت بمادتها ... بحيث تكفي لأفراد أولي نعم
ومن كراماته إسراؤه ليلة ... من ثم معراجه للعلو كالعلم