كل العوالم من علو إلى سفل ... من عرش عزك للفرش لدى الخدم
وسدرة المنتهى وكل ساكنها ... وجنة هي مأوى الخير والنعم
وبيت معمورك المعمور بالملك ... من أهل ذكر وفكر ثابت القدم
وخلق كرسيك الموصوف بالسعة ... وبالسماء وما فيها من النجم
وكل سيارة تدور بالقدر ... من سرعة أو من البطء بلا نقم
والشمس والقمر والزهرة المشتري ... شعرى كنور سرى في ليلة الدّهم
وتلك حجتك العليا على البشر ... كالنفس في سرها المستور بالكتم
رب بسر الليالي مع خلوتها ... لطاعة الله دون خلط مزدحم
والفجر والصبح والاسحار ذات صفا ... ونشئة تنشط الارواح للامم
لا سيما وقت رفع القانتين يدا ... الى المناجات راجين ندى الكرم
وبالتجلي على القلوب واردة ... على أولي الطاعة في الحل والحرم
ونور الاشراق والصلاة من بعدها ... وبالضحى والصلاة من أولي القدم
وبالتفكير في الموت وما بعده ... من السؤال وضيق القبر والندم
وبالتصدق في أيام مسغبة ... على اليتامى وأهل الشخص والرحم
وبالتنبّه بعد حال معصية ... وتوبة خلصت من صاحبي الهمم
وبالتعلم للقرآن في أدب ... لكن بتجويده المرقوم بالقلم
وبتلاوته في رهبة شملت ... القلب واللفظ في إخراجه بفم
رب بتدريس أستاذ على سند ... علوم دين رسول جاء بالكرم
صرفا ونحوا وفقها من شريعته ... نصا أتى أو على جهد من الامم
بلاغة واصول الدين معتقدا ... اصول فقه أو السنة في سلم
وعلم تفسير آيات الهدى أثرا ... بالنقل والعقل دون الوهم والسقم
ربي بجهد طلاب لها قبلوا ... محنة نفس لمنح الفوز بالكرم