للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثمّ نقول، إنّه لو صحّت هذه الشبهة المفتراة فإنّه يصبح من اللغو القول أنّ يوحنا المعمدان (يحي عليه السلام) نبيّ مرسل من عند الله، وتصبح دعوته عليه السلام بلا معنى وبلا هدف، فقد بعث المعمدان في نفس زمن بعثة المسيح عليه السلام. وقد بعث المعمدان داعيا إلى التوبة لمغفرة الخطايا. فهل غفل الإله الآب عن كونه قد بعث نبيا من أنبيائه داعيا إلى الخلاص عن طريق الكفّ عن مقارفة الآثام في نفس الوقت الذي" رمى" فيه ابنه على الأرض ليخلّص البشر عن طريق الإيمان بصلبه الكفّاري دون توبة عن الآثام!!

بعثتان متصادمتان متضادتان من إله واحد.. سبحانك هذا بهتان عظيم!!

٤- نسخ المسيح للشريعة!؟ الادعاء أنّ المسيح قد نسخ بعمله الفدائي شريعة التوراة لا يستقيم لأسباب عديدة، أهمها أنّ الأناجيل قد نصّت على أنّ المسيح ما بعث لينسخ شريعة موسى وإنما جاء ليتممها وليحافظ عليها:

متّى ٥: ١٧- ١٩: " لا تظنّوا أنّي جئت لألغي الشريعة أو الأنبياء. ما جئت لألغي، بل لأكمل فالحق أقول لكم: إلى أن تزول الأرض والسّماء، لن يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الشريعة، حتّى يتمّ كلّ شيء فأيّ من خالف واحدة من هذه الوصايا الصّغرى، وعلّم النّاس أن يفعلوا فعله، يدعى الأصغر في ملكوت السّماوات. وأمّا من عمل بها وعلّمها، فيدعى عظيما في ملكوت السّماوات. "

لوقا ١٠: ٢٥- ٢٨: وتصدّى له أحد علماء الشريعة ليجربه، فقال: «يا معلم، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديّة؟ "» فقال له: «ماذا كتب في الشريعة؟ وكيف تقرأها؟ " فأجاب:

«أحبّ الرّبّ إلهك بكلّ قلبك وكلّ نفسك وكل قدرتك وكل فكرك،

<<  <   >  >>