للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شبهة: يقوم المسلمون، عنادا واستبدادا، في سبيل إثبات بشارة الكتاب المقدس بنبيّهم، بتحريف معاني نصوص العهد القديم، باترينها عن سباقها ولحاقها، مسقطين البشارات بعيسى (عليه السلام) على محمد (صلى الله عليه وسلّم) زاعمين أنّ محمدا (صلى الله عليه وسلّم) هو المبشّر به في أسفار الأنبياء الأوائل!

الرد:

لك الخير، لم نفسا عليك ذنوبها ... ودع لوم نفس ما عليك تليم

وكيف ترى في عين صاحبك القذى ... ويخفى قذى عينيك وهو عظيم

إنّ هذه الشبهة لو قلبت على النصارى ورموا هم بدائها لاستقام قوام الاعتراض ولا تضح المبطل من المحق والسقيم من السليم: إنّ حقيقة الأمر هي أنّ النصارى هم الذين حرّفوا البشارات المتعلّقة بمحمد صلى الله عليه وسلّم بحملها على عيسى عليه السلام حتى لكأنّ رسالة المسيح هي غاية الغايات ومنتهى الإرادات ومجمع الآمال والرغبات!

وهاك الردّ مفصلا: أكثر أصحاب الأناجيل والرسائل من الزعم أنّ العهد القديم قد تنبّأ ببعثة المسيح، وزاد رجال الكنيسة في تضخيم هذا الادعاء فقالوا إنّ في العهد القديم مئات بل آلاف البشارات بالبعثة المسيحانية الخلاصية!! .. والمتتبع لما جاء ذكره في العهد الجديد عن هذه البشارات المزعومة، والتي بالغ صاحب" إنجيل متّى" في" توليدها" و" تفريخها" و" استنساخها" من العهد القديم، ليلاحظ أنّ الأمر لا يعدو أن يكون تقوّلا على" العهد القديم" وافتراء ظاهرا على نصوصه بإثقاله بمعان لا يمكن أن تصله بها صلة سياقية أو تاريخية، وهذا

ما قطع به النقاد الغربيون والمسلمون على السواء.

من النقاد الغربيين الذين تحدثوا في هذا الشأن رندل هاريس في كتابه" الشهادات"

<<  <   >  >>