للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسيأتى- إن شاء الله تعالى- فى قصة الإسراء والمعراج وما فيهما من المباحث والله الموفق والمعين.

ولما أراد الله تعالى إظهار دينه وإعزاز نبيه، وإنجاز موعده له، خرج صلى الله عليه وسلم- فى الموسم الذى لقى فيه الأنصار- الأوس والخزرج-.

فعرض نفسه- صلى الله عليه وسلم- على قبائل العرب كما كان يصنع فى كل موسم، فبينما هو عند العقبة، لقى رهطا من الخزرج، أراد الله بهم خيرا، فقال لهم:

«من أنتم» قالوا: نفر من الخزرج، قال: «أفلا تجلسون أكلمكم» قالوا: بلى، فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن «١» .

وكان من صنع الله، أن اليهود كانوا معهم فى بلادهم، وكانوا أهل كتاب، وكان الأوس والخزرج أكثر منهم، فكانوا إذا كان بينهم شىء قالوا:

إن نبيّا سيبعث الآن، قد أظل زمانه، نتبعه فنقتلكم معه. فلما كلمهم النبى صلى الله عليه وسلم- عرفوا النعت، فقال بعضهم لبعض: لا تسبقنا اليهود إليه.

فأجابوه إلى ما دعاهم إليه، وصدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، فأسلم منهم ستة نفر وكلهم من الخزرج وهم:

أبو أمامة، أسعد بن زرارة.

وعوف بن الحارث بن رفاعة، وهو ابن عفراء.

ورافع بن مالك بن العجلان.

وقطبة بن عامر بن حديدة.

وعقبة بن عامر بن نابى.

وجابر بن عبد الله بن رئاب، وليس بجابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام.


(١) انظر «السيرة» لابن هشام (٢/ ٦٣) .