للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحافظ ابن حجر: وهذا أصح الروايات، لكن الذى فى السير من أن الذى بارزه على هو الوليد هو المشهور وهو اللائق بالمقام، لأن عبيدة وشيبة كانا شيخين كعتبة وحمزة، بخلاف على والوليد فكانا شابين.

وقد روى الطبرانى بإسناد حسن عن على قال: أعنت أنا وحمزة عبيدة ابن الحارث على الوليد بن عتبة، فلم يعب النبى- صلى الله عليه وسلم- علينا ذلك. وهذا موافق لرواية أبى داود. والله أعلم. انتهى.

قال ابن إسحاق: ثم تزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض.

ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- فى العريش ومعه أبو بكر، ليس معه فيه غيره، وهو- صلى الله عليه وسلم- يناشد ربه ما وعده من النصر ويقول: «اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإيمان اليوم فلا تعبد فى الأرض أبدا» . وأبو بكر يقول: يا رسول الله، خل بعض مناشدتك ربك، فإن الله منجز لك ما وعدك «١» .

وعند سعيد بن منصور من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال:

لما كان يوم بدر نظر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى المشركين وتكاثرهم وإلى المسلمين فاستقلهم، فركع ركعتين وقام أبو بكر عن يمينه، فقال- عليه السّلام- وهو فى صلاته: «اللهم لا تخذلنى، اللهم أنشدك ما وعدتنى» «٢» .

وروى النسائى والحاكم عن على قال: قاتلت يوم بدر شيئا من قتال، ثم جئت فإذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول فى سجوده: «يا حى، يا قيوم» فرجعت وقاتلت ثم جئت فوجدته كذلك «٣» .

وفى الصحيح: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما كان يوم بدر فى العريش مع الصديق، أخذت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سنة من النوم ثم استيقظ متبسما، فقال:


(١) صحيح: والحديث: أخرجه مسلم (١٧٦٣) فى الجهاد والسير، باب: الإمداد بالملائكة فى غزوة بدر، والترمذى (٣٠٨١) فى التفسير، باب: ومن سورة الأنفال، وأحمد فى «مسنده» (١/ ٣٠ و ٣٢) ، من حديث عمر بن الخطاب- رضى الله عنه-.
(٢) ذكره الحافظ فى «الفتح» (٧/ ٢٨٨، ٢٨٩) وعزاه لسعيد بن منصور.
(٣) أخرجه النسائى فى «الكبرى» (١٠٤٤٧) ، والحاكم فى «المستدرك» (١/ ٣٤٤) .