للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لك، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، لو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها» «١» ، رواه أحمد والنسائى. والحائط: هو البستان. وقوله: نسنى عليه: - بالنون والسين المهملة- أى نستقى عليه. وفى حديث يعلى بن مرة الثقفى: بينا نحن نسير مع النبى- صلى الله عليه وسلم- إذ مررنا ببعير يسنى عليه، فلما رآه البعير جرجر، فوضع جرانه، فوقف عليه النبى- صلى الله عليه وسلم- فقال: «أين صاحب هذا البعير» ، فجاءه، فقال: «بعنيه» ، فقال: بل نهبه لك يا رسول الله، وإنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره، فقال: «أما إذ ذكرت هذا من أمره، فإنه شكا كثرة العمل، وقلة العلف، فأحسنوا إليه» «٢» رواه البغوى فى شرح السنة.

والجران: بكسر الجيم، قال ابن فارس: مقدم عنق البعير من مذبحه إلى منحره. وروى الإمام أحمد قصة أخرى نحو ما تقدم من حديث جابر ضعيفة السند، والبيهقى بإسناد جيد. وكذا روى الطبرانى قصة أخرى عن عكرمة عن ابن عباس: لكن بإسناد ضعيف. والإمام أحمد أيضا من حديث يعلى بن مرة.

وأخرج ابن شاهين فى الدلائل عن عبد الله بن جعفر- رضى الله عنهما- قال:

أردفنى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذات يوم خلفه فأسر إلى حديثا لا أحدث به أحدا من الناس، قال: وكان أحب ما استتر به النبى- صلى الله عليه وسلم- لحاجته هدف أو حائش نخل، فدخل حائط رجل من الأنصار، فإذا جمل، فلما رأى النبى- صلى الله عليه وسلم- حنّ فذرفت عيناه، فأتاه النبى- صلى الله عليه وسلم- فمسح ذفراه، وفى رواية فسكن، ثم قال: «من رب هذا الجمل؟» فجاء فتى من الأنصار فقال: هذا لى يا رسول الله، فقال: «ألا تتقى الله فى هذه البهيمة التى ملكك الله إياها،


(١) أخرجه أحمد فى «المسند» (٣/ ١٥٨) ، وذكره الهيثمى فى «المجمع» (٩/ ٤) وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح غير حفص ابن أخى أنس، وهو ثقة.
(٢) أخرجه أحمد فى «المسند» (٤/ ١٧٠ و ١٧٣) ، وذكره الهيثمى فى «المجمع» (٩/ ٥، ٦) وقال: رواه أحمد بإسنادين والطبرانى بنحوه، وأحد إسنادى أحمد رجاله رجال الصحيح.