للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ في كتابه، حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري. قال: سئل أبو داود سليمان بن الأشعث عن الواقديّ. فقال: لا أكتب حديثه، ما أشك أنه كان ينقل الحديث. ليس ينظر الواقديّ في كتاب إلّا يبين فيه أمره، روى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزّهريّ ليست من حديث الزّهريّ. وكان أحمد بن حنبل لا يذكر عنه كلمة.

حدّثني الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد الله بن نصر، حدّثني إبراهيم بن جابر، حدّثني عبد الله بن أحمد بن حنبل.

قال: كتب أبي عن أبي يوسف ومحمّد ثلاثة قماطر فقلت له: كان ينظر فيها قال:

كان ربما نظر فيها، وكان أكثر نظره في كتب الواقديّ.

أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة، أخبرني بعض مشايخنا قال: سألت إبراهيم الحربي عما أنكره أحمد بن حنبل عن الواقديّ، فذكر أن مما أنكره عليه جمعه الأسانيد ومجيئه بالمتن واحدا. قال إبراهيم الحربي: وليس هذا عيبا، قد فعل هذا الزّهريّ وابن إسحاق، قال إبراهيم الحربي: لم يزل أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة لحنبل بن إسحاق إلى محمّد بن سعد كاتب الواقديّ، فيأخذ له جزءين جزءين من حديث الواقديّ فينظر فيها ثم يردها ويأخذ غيرها.

أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبريّ، حدّثنا محمّد بن أيّوب المعافى قال: قال إبراهيم الحربي: سمعت أحمد- وذكر الواقديّ- فقال: ليس أنكر عليه شيئا إلّا جمعه الأسانيد، ومجيئه بمتن واحد على سياقة واحدة، عن جماعة وربما اختلفوا. قال إبراهيم: ولم؟ وقد فعل هذا ابن إسحاق، كان يقول حدّثنا عاصم بن عمر وعبد الله بن أبي بكر وفلان وفلان.

والزهري أيضا قد فعل هذا (١).

قال: وسمعت إبراهيم يقول: قال بور [بن أصرم] (٢): رآني الواقديّ أمشي


(١) انظر الخبر في: المنتظم، لابن الجوزي ١٠/ ١٧٦.
وقال ابن الجوزي معلقا على ذلك: «لو كانت المحنة جمع الأسانيد لقرب الأمر، فإن الزهري قد جمع رجالا في حديث الإفك محمول على اختلاف اللفظ دون المعنى، وليس هذا يقع في كل ما يجمع عليه، وإنما نقموا عليه ما هو أشد من هذا».
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل

<<  <  ج: ص:  >  >>