للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم قال: وأي شيء غير هذا؟ قلت معاذ بن هشام عن أشعث عن الحسن، قال: هذا سرقته مني- وصدق- كان ذاكرني به رجل ببغداد فحفظته عنه.

أخبرنا أبو سعد الماليني- قراءة- حدّثنا عبد الله بن عديّ الحافظ قال: سمعت محمّد بن إبراهيم المقرئ يقول: سمعت فضلك الصائغ يقول (١): دخلت المدينة فصرت إلى باب أبي مصعب، فخرج إليّ شيخ مخضوب، وكنت أنا ناعسا فحركني فقال: يا مردريك (٢) من أين أنت؟ لأي شيء تنام؟ فقلت: أصلحك الله من الري، من بعض شاكردي أبي زرعة، فقال: تركت أبا زرعة وجئتني؟! لقيت مالك بن أنس وغيره، فما رأت عيناي مثله، وقال أيضا: سمعت فضلك الصائغ يقول: دخلت على الرّبيع بمصر فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل الري- أصلحك الله- من بعض شاكردي أبو زرعة فقال: تركت أبا زرعة وجئتني؟! إن أبا زرعة آية، وإن الله إذا جعل إنسانا آية أبّان من شكله حتى لا يكون له ثان.

حدّثنا أبو طالب الدسكري، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر القزوينيّ- قاضي الرملة بمصر- قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى سنة تسع وخمسين ومائتين يقول- وذكر أبا زرعة الرّازيّ- فقال: أبو زرعة آية، وإذا أراد الله أن يجعل عبدا من عباده آية جعله.

أخبرني أبو زرعة الرّازيّ- إجازة- أخبرنا علي بن محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: حضر عند أبي زرعة محمّد بن مسلم، والفضل بن العبّاس المعروف بالصائغ، فجرى بينهم مذاكرة، فذكر محمّد بن مسلم حديثا فأنكر فضل الصائغ. فقال: يا أبا عبد الله ليس هكذا هو. فقال: كيف هو؟ فذكر رواية أخرى، فقال محمّد بن مسلم: بل الصحيح ما قلت، والخطأ ما قلت، قال فضلك: فأبو زرعة الحاكم بيننا، فقال محمّد بن مسلم لأبي زرعة: أيش تقول أينا المخطئ؟ فسكت أبو زرعة ولم يجب، فقال محمّد بن مسلم: مالك سكت تكلم فجعل أبو زرعة يتغافل فألح عليه محمّد بن مسلم، وقال: لا أعرف لسكوتك معنى، إن كنت أنا المخطئ فأخبر، وإن كان هو المخطئ فأخبر، فقال: هاتوا أبو القاسم ابن أخي، فدعى به، فقال: اذهب فادخل بيت الكتب، فدع القمطر الأول، والقمطر الثاني، والقمطر


(١) انظر الخبر في تهذيب الكمال ٣٦٦٠.
(٢) مردريك وشاكردي: مرد: الشاب أو الفتى. وشاكردي: تلميذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>