للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

زمانَ عليَّ غرابٌ غدافٌ ... فطيّرهُ الدّهرُ عنِّي، فطارَا

فلاَ يبعدِ اللهُ ذاكَ الغرابَ ... وإنْ هوَ لمْ يبقِ إلاَّ ادّكارَا

كأنَّ الشّبابَ ولذّاتهِ ... وريقَ الصّبَا كانَ ثوباً معارَا

وهازئةٍ أنْ رأتْ لمّتِي ... تلفّعَ شيبٌ بهَا فاستدارَا

وقلّدنِي منْه بعدَ الخطام ... عذاراً، فمَا أستطيع اعتذارَا

أجارتنَا إنَّ ريبَ الزّمَا ... نِ قبلِي غالَ الرِّجالَ الخيَارا

فإمّا ترَي لمَّتِي هكَذا ... فأسرعتِ منهَا لشيبِي النِّفارَا

فقدْ أرتدي وحفَة طلَّةً ... وقدْ أبرزُ الفتياتِ الخفارَا

<<  <   >  >>