للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول: «يا ويلَهُ، أُمِر ابن آدم بالسُّجود فسَجَد (١) فله الجنَّة، وأُمِرتُ بالسُّجود فعَصَيتُ فلي النَّار» (٢).

ولذلك أثنى الله سبحانه على الذين يخرُّون سُجَّدًا عند سماع كلامه، وذمَّ من لا يقع ساجدًا عنده. ولذلك كان قول من أوْجَبَه قويًّا في الدَّليل.

ولمَّا علِمَت السَّحَرة صِدْق موسى وكذب فرعون خَرُّوا سُجَّدًا (٣) لربِّهم، فكانت تلك السَّجدة أول سعادتهم، وغفران ما أفنوا فيه أعمارهم من السِّحر.

ولذلك أخبر سبحانه عن سُجُود جميع المخلوقات له؛ فقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ (٤) مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (٤٩) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٥)[النَّحل/٤٩ - ٥٠]. فأخبر عن إيمانهم بعلوِّه وفوقيَّته، وخضوعهم له بالسُّجود تعظيمًا (٦) وإجلالًا.


(١) س زيادة: «له».
(٢) كما في حديث أبي هريرة عند مسلمٍ (٨١).
(٣) س وهـ: «سجودا».
(٤) ض: ﴿والأرض﴾!
(٥) ﴿وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ من س.
(٦) «تعظيمًا» ليست في س.

<<  <  ج: ص:  >  >>