هَؤُلَاءِ وَصِرْتَ لَهُمْ حُجَّةً، فَقَالَ: أَحْسَبُكُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ ذَكَرَ اللَّهُ فَقَالَ:) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وهو معهم (ثُمَّ قَالَ: فَكَيْفَ يَكُونُ أَنْ أدعه لكم وأشربه لغير اللَّهِ.
قَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ لِرَجُلٍ عَتَبَ عَلَيْهِ مِمَّنْ كَانَ يَعْدِلُهُ وبقطع بِقَوْلِهِ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَشْرَبُ الْمُسْكِرَ فَقَالَ: مَا أَشْرَبُ الْمُسْكِرَ وَلَكِنْ أَشْرَبُ النَّبِيذَ الصُّلْبَ.
وَقَالَ آخَرُ من القضاء لِرَجُلٍ شَهِدَ عِنْدَهُ بِشَهَادَةٍ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَلْعَبُ بِالْكِلَابِ فَقَالَ: كَذَلِكَ أَيُّهَا الْقَاضِي مَنْ أَخْبَرَكَ أَنِّي أَلْعَبُ، وَلَكِنِّي آخُذُ فِي الصَّيْدِ بِهَا.
وشَهِدَ رَجُلٌ عِنْدَ سَوَّارٍ بِشَهَادَةٍ فَرَدَّ شَهَادَتَهُ بِشُرْبِ النَّبِيذِ فَقَالَ: أَمَّا النَّبِيذُ فَإِنِّي غَيْرُ تَارِكِهِ وَلَا شَهَادَةَ لِي مَا عَاشَ سَوَّارُ فَأَيْنَ هَؤُلَاءِ فِي تَرْكِ الرِّيَاءِ وَالتَّصَنُّعَ مِنْ رَجُلٍ سُرِقَتْ نَعْلُهُ فَلَمْ يَشْتَرِ نَعْلًا حَتَّى مَاتَ وَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَتَّخِذَ نَعْلًا فَلَعَلَّ رَجُلًا يَسْرِقُهَا فَيَأْثَمُ.
وَمَرَّ رَجُلٌ كَانَ مَعَهُ درهم فوقع في التراب فحثوا التراب فوجدوه فقال: أحمد الله كَأَنَّهُ دِرْهَمِي، قَالُوا: أَوَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ نَقْشَهُ فَقَالَ: أَوَ مَا ضُرِبَ تِلْكَ السَّنَةَ غَيْرُهُ.
وَآخَرُ قِيلَ لَهُ كَيْفَ بِرُّكَ بِأُمِّكَ قَالَ: لَيْتَنِي لَمْ أُقَبِّلْهَا.
وَقَالَ آخَرُ نَظَرْتُ إِلَى أَهْلِ عَرَفَاتٍ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُمْ لَوْلَا أَنِّي كُنْتُ فِيهِمْ.
وَقِيلَ لِآخَرَ وَهُوَ بِمَكَّةَ لِمَ لَا تَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمٍ فَقَالَ: لَوْ كَانَ لِي دَلْوٌ لَشَرِبْتُ.
وَأَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِرَجُلٍ بِكِيسٍ فَقَالَ الرَّجُلُ آخُذُ " الْخَيْطَ " فَقَالَ عُمَرُ: ضَعِ الْكِيسَ.
وَكَانَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فِي الْمَسْجِدِ فَنَسِيَ مَالًا، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ ذَكَرَهُ، فبعث رسولا ليأته بِهِ، فَقِيلَ لَهُ: وَأَيْنَ تَجِدُهُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَيَأْخُذُ أَحَدٌ ما ليس له.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute