وَقَالَ آخَرُونَ بِمِثْلِ قَوْلِهِمْ وَحَرَّمُوا الْخَلِيطَيْنِ وَإِنِ اسْتُخْرِجَ شَرَابُهُمَا بِالنَّارِ، وَحَرَّمَ آخَرُونَ بِالظُّرُوفِ مِنَ الدُّبَّاءِ والختم الْمُقَيَّرِ وَالْمُزَفَّتِ وَأَحَلُّوا بِالْأَسْقِيَةِ وَتَرَدَّدَ آخَرُونَ بَيْنَ هَذِهِ الْأَقَاوِيلِ وَأَجْمَعُوا جَمِيعًا عَلَى أنَّ تَرْكَهُ خَيْرٌ مِنْ شُرْبِهِ وَالتَّنَزُّهَ عَنْهُ أَسْلَمُ فِي الدُّنْيَا وَالدِّينِ، وَأَحْسَنُ فِي الْأُحْدُوثَةِ، وَأَصْوَنُ لِلْمُرُوءَةِ، خَلَا رَجُلَيْنِ كَانَا بِهِ مُغْرَمَيْنِ مِنْ أَهْلِ النَّظَرِ أَحَدُهُمَا مِنْ أَهْلِ الرَّأْيِ كَانَ يَقُولُ: شُرْبُهُ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِهِ وَأَحَلُّهُ أَصْلَبُهُ، وَالْآخَرُ مِنْ أَصْحَابِ الْكَلَامِ كَانَ يَقُولُ شُرْبُ نَبِيذِ السِّقَاءِ مِنَ السُّنَّةِ، وَكَذَلِكَ أَكْلُ الْجِرِّيِّ وَالْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَمَنْ شَرِبَهُ فَقَدْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَنِ الْإِسْلَامِ وَمَنْ تَرَكَ شُرْبَهُ فَقَدْ أَمَاتَهَا وَهَذَا تَسْوِيلُ النَّفْسِ، وَمُسَاعَفَةُ الْهَوَى، وَتَزْيِينُ الشَّيْطَانِ وأظهر خرف عقد الضمير باللسان.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute