محرومون فَغَلَبَهُ السُّكْرُ فَنَامَ حَتَّى فَاتَهُ الْحَجُّ وَأَدْرَكَهُ ابْنُ الْكَاهِلِيَّةِ فَقَالَ:
أَلَيْسَ اللَّهُ يَا مَالِ بْنَ قيس ... وأن غِبْنَا عَلَيْكَ رَقِيبَ عَيْنِ
أَقِمْ صَدْرَ الْمَطِيَّةِ وَانْجُ إِنِّي ... أَرَانِي وَابْنَ نَعْجَةِ هَالِكَيْنِ
فَأَيَّةُ جَرِيرَةٍ أَعْظَمُ مِنْ هَذِهِ وَأَيُّ غَبْنَةٍ أَشَدُّ مِنْ غَبْنَتِهَا وَصَفْقَةٍ أَخْسَرُ مِنْ صَفْقَتِهَا وَمَاذَا يَلْقَى صَاحِبُهَا من تعيير المعيرين فَإِذَا عَاوَدَهَا هَانَ عَلَيْهِ الْقَبِيحُ قَالَ الْقُطَامِيُّ:
أَفِرُّ إِذَا أَصْبَحْتُ من كل عاذل ... وأمسي وَقَدْ هَانَتْ عَلَيَّ الْعَوَاذِلُ
وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ:
اسْقِنِي حَتَّى تَرَانِي ... حَسَنًا عِنْدِي الْقَبِيحُ
وَسَقَى قَوْمٌ أعرابيا مُسْكِرًا فَلَمَّا أَنْكَرَتْ نَفْسَهَا قَالَتْ لَهُمْ: أَيَشْرَبُ هَذَا نِسَاؤُكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَتْ: لَئِنْ كُنْتُمْ صَدَقْتُمْ لَا يَدْرِي أَحَدُكُمْ مَنْ أَبُوهُ وَكَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَصَدْرِ الْإِسْلَامِ يَشْتَدُّونَ عَلَى النِّسَاءِ فِي شُرْبِهِ حَتَّى مَا يُحْفَظُ أنَّ امْرَأَةً شَرِبَتْ وَلَا أنَّ امْرَأَةً سكرت.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute