للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فَيَتَغَدَّوْنَ مَعَ أَبِي وَيَسْقِيهِمْ أَوْ قَالَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمُ النَّبِيذَ الصلب.

وكان سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَشْرَبُ النَّبِيذَ الصُّلْبَ الذي تحمر منه وجنتاه.

واحتجوا مِنَ النَّظَرِ بَأَنَّ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا حَلَالٌ إِلا مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ قَالُوا: فَلَا نُزِيلُ يَقِينَ الْحَلَالِ بِالِاخْتِلَافِ وَلَوْ كَانَ الْمُحَلِّلُونَ فِرْقَةً من الناس فكيف وهو أَكْثَرُ الْفِرَقِ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ جَمِيعًا عَلَى التَّحْلِيلِ لَا يَخْتَلِفُونَ.

حَدَّثَنِي اسحق بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: النَّبِيذُ أَحَلُّ مِنَ الْمَاءِ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الْكُوفِيِّينَ يُحَرِّمُهُ غَيْرَ ابْنُ إِدْرِيسَ وَكَانَ بذلك عندنا معيبا.

وقيل لِابْنِ إِدْرِيسَ: مَنْ خِيارُ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ النَّبِيذَ قِيلَ وَكَيْفَ ذَلِكَ وَهُمْ يَشْرَبِونَ مَا يُحَرَّمُ عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: ذلك مبلغهم من العلم.

وقال لنا اسحق: عِيبَ وَكِيعٌ بِقَوْلِهِ هُوَ أَحَلُّ مِنَ الْمَاءِ لِأَنَّهُ أنَّ كَانَ حلالا

<<  <   >  >>