وَكَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ مِنَ الْحَبْسِ:
أَنْتَ يَا ابْنَ الرَّبِيعِ علَّمْتَنِي الْخَيْرَ ... وَعَوَّدْتَنِيهِ وَالْخَيْرُ عَادَهْ
فَارْعَوَى بَاطِلِي وَرَاجَعَنِي الْحِلْمُ ... وَأَحْدَثْتُ تَوْبَةً وَزَهَادَهْ
لَوْ تَرَانِي ذَكَرْتَ بِي الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ ... فِي حَالِ نُسْكِهِ أَوْ قَتَادَهْ
مِنْ خُشُوعٍ لِرَيْبَةٍ بِخُضُوعٍ ... وَاصْفِرَارٍ مِثْلِ اصْفِرَارِ الْجَرَادَهْ
التَّسَابِيحُ فِي ذِرَاعِي وَالْمُصْحَفُ ... فِي لَبَّتِي مَكَانَ الْقِلَادَهْ
فَإِذَا شِئْتَ أَنْ تَرَى طُرْفَةً تَعْجَبُ ... مِنْهَا مَلِيحَةً مُسْتَفَادَهْ
فَادْعُ بِي لَا عمدت تَقْوِيمَ مِثْلِي ... فَتَأَمَّلْ بِعَيْنِكَ السِّجَّادَهْ
تَرَ إثْرًا مِنَ الصَّلَاةِ بِوَجْهِي ... تُوقِنُ النَّفْسُ أَنَّهَا مِنْ عِبَادَهْ
لَوْ رَآهَا بَعْضُ الْمُرَائِينَ يَوْمًا ... لَاشْتَرَاهَا يُعِدُّهَا لِلشَّهَادَهْ
وَلَقَدْ طَالَمَا شَقِيتُ وَلَكِنْ ... أَدْرَكَتْنِي عَلَى يَدَيْكَ السعاده
قال وهؤلاء المراؤون بِأَعْمَالِهِمْ، الْعَامِلُونَ لِلنَّاسِ وَالتَّارِكُونَ لِلنَّاسِ، وَالْمُرْتَهِصُونَ لِلدُّنْيَا بِالدِّينِ شِرَارُ الْخَلْقِ وأرذال البرية،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute