وأخرجه أبو داود (٥٤) عن موسى بن إسماعيل وداود بن شبيب قالا: حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر. قال موسى: عن أبيه، وقال داود: عن عمار بن ياسر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن من الفطرة ... ". قال المنذري في "المختصر": حديث سلمة بن محمد عن أبيه مرسل، لأن أباه ليست له صحبة، وحديثه عن جده، قال ابن معين: مرسل. قلنا: لعل موسى بن إسماعيل أراد بأبيه جدَّه عماراً. وله شاهد من حديث عائشة سيرد ٦/١٣٧، وهو عند مسلم (٢٦١) . وآخر من حديث ابن عمر سلف برقم (٥٩٨٨) وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك. وانظر حديث ابن عباس (٢٧٣٨) ، وحديث أنس (١٢٢٣٢) . قوله: من الفطرة ... قال الخطابي: فسر أكثر العلماء الفطرة في هذا الحديث بالسنة، وتأويله أن هذه الخصال من سنن الأنبياء الذين أمرنا أن نقتدي بهم، لقوله سبحانه: (فبهداهم اقتده) [الإنعام: ٩٠] . وقال: وأما غسل البراجم، فمعناه تنظيف المواضع التي تتسخ، ويجتمع فيها الوسخ، وأصل البراجم: العقَدُ التي تكون في ظهور الأصابع، والرواجب: ما بين البراجم، وواحدة البراجم: بُرجمة. وقال: وأما الختان. فإنه وإن كان مذكوراً في جملة السنن، فإنه عند كثير من العلماء على الوجوب، وذلك أنه شعار الدين. وقال: وأما انتضاح الماء. فالاستنجاء، وأصله من النضح، وهو الماء القليل.