وأما حديث النعمان بن بشير فرواه الحاكم في المستدرك من حديث حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وقال فيه الحاكم صحيح على شرط مسلم وقد روي عن مجاهد والشعبي عن النعمان بنحوه
وروى الحاكم في كتابه علوم الحديث عن يزيد بن هارون قال قلت لحماد بن زيد يا أبا إسماعيل هل ذكر الله عز وجل أصحاب الحديث في القرآن قال نعم ألم تسمع إلى قوله عز وجل ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم فهذا فيمن رحل في طلب العلم ثم رجع به إلى من وراءه ليعلمهم إياه ثم قال الحاكم في هذه الآية دليل على أن العلم المحتج به هو المسموع دون المرسل
قلت وفي هذا الاحتجاج نظر لا يخفي على المتأمل لأن الآية لم تتضمن سوى حثهم والأمر لهم بالنفير للفقه في الدين ثم الرجوع بذلك إلى قومهم ولا دلالة فيها على المنع من شيء غير ذلك والذي ينذر به النافرون قومهم بعد الرجوع إليهم أعم من أن يكون مسندا أو مرسلا والاحتجاج بالحديثين الأولين أظهر دلالة لتعلقهما بخصوص الرواية ثم في كل منهما إشارة إلى أن هذا الاتصال شأن نقل الحديث وسماعه