قال ابن عبد البر فهذا محمود بن لبيد يحكي عن جماعة أنهم حدثوه عن عبد الله بن جعفر بما أنكره ابن جعفر رضي الله عنه ولم يعرفه بل عرف ضده وهذا في زمن الصحابة فما ظنك بمن بعدهم
وقال ابن وضاح حدثنا أحمد بن سعيد ثنا عمي ثنا سعيد بن مريم عن الليث بن سعد قال قدم علينا رجل من أهل المدينة يريد الاسكندرية مرابطا فنزل على جعفر بن ربيعة قال فعرضوا له بالحملان وعرضوا له بالمعونة فلم يفعل واجتمع هو وأصحابنا يزيد بن أبي حبيب وغيره فأقبل يحدثهم حدثني ابن نافع عن أبيه عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فجمعوا تلك الأحاديث وكتبوا بها إلى ابن نافع وقالوا له إن رجلا قدم علينا وخرج إلى الاسكندرية مرابطا وحدثنا فأحببنا أن لا يكون بيننا وبينك فيها أحد فكتب إليهم والله ما حدث أبي من هذا بحرف فانظروا عمن تأخذون واحذروا قصاصنا ومن يأتيكم
وقال الإمام الشافعي حدثنا عمي محمد بن علي ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال إني لأسمع الحديث استحسنه فما يمنعني من ذكره إلا كراهية أن يسمعه فيقتدي به وذلك إني أسمعه من الرجل لا أثق به قد حدث به عمن أثق به أو اسمعه من رجل أثق به قد حدث به عمن لا أثق به فلا أحدث به
قال ابن عبد البر وفي هذا دليل على أن ذاك الزمان قد كان يحدث فيه الثقة وغير الثقة قلت ويدل على ذلك أيضا ما تقدم من قصة ابن عباس رضي الله عنه مع بشير العدوي وغيره وروى الحسن بن علي الحلواني سمعت يزيد بن هارون يقول حدث سليمان التيمي عن ابن سيرين بحديث فأتى ابن